الأردن/ الحرائق الاكثر خطراً على الغابات في جرش
الحرائق الاكثر خطراً على الغابات في جرش
لا يختلف اثنان على ان أهمية الغابات والتي تعتبر مقياساً لتقدم الشعوب والحضارة ، لأنها تحافظ على التنوع الحيوي وحماية التربة من الانجراف وإعطاء المنظر الجمالي الذي له الأثر الإيجابي في تنشيط الحركة السياحية ، ولا ننسى أهميتها وقيمتها البيئية .
وجرش متميزة بغطائها النباتي ويشكل هذا الغطاء مع المخزون الاثري الهائل الذي تتميز به من معابد وكنائس ومدرجات واعمدة عملاقة توأما لا ينفك الواحد منهما عن الاخر .
وأن محدودية الموارد الحرجية في وطننا والتي تشكل أقل من 1% من مساحة الأردن الكلية يدعونا إلى زيادة مساحة رقعة الغابات سيما وإن الأردن من أفقر دول العالم في نسبة الغابات والتي أصبحت تتناقص بفعل الاعتداء على الأشجار والمتاجرة بها .
وفي لقاء"الدستور"مع مدير زراعة جرش المهندس علي الاسمر حدد أهم الأسباب التي تهدد الثروة الحرجية والتي تؤدي إلى تناقصها مشيرا
الى الحرائق التي تحدث وتتكرر سنوياً نتيجة الإهمال أو بفعل فاعل متعمد ، والتي تؤدي إلى القضاء على مساحات واسعة من الغابات وتحتاج إلى جهود مضاعفة من الجهات الرسمية وشبة الرسمية والشعبية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة .
كذلك قطع الأشجار والاتجار بها وهي من الظواهر السلبية المتزايدة بقصد الربح المادي السريع .
ايضا الاعتداء على الأراضي الحرجية بقصد الاستيلاء عليها ذلك بإزالة الأشجار المتواجدة عليها وحراثتها وزراعتها بالأشجار المثمرة أو المحاصيل الحقلية وربما أنشاء بعض البيوت السكينة عليها ، وما زالت بعض القضايا من هذا النوع قيد النظر لدى الجهات القضائية والحكام الإداريين دون حل جذري لهذة الظاهرة .
وطالب الاسمر بتفعيل مواد قانون الزراعة والتعليمات الصادرة بموجبة وخاصة المتعلقة بإزالة هذه التعديات لتكون رادعاً لمن تسول له نفسة بالاعتداء على أملاك الدولة مستقبلاً .
كما اشار الى دور الجفاف والتغير المناخي فسنوات الجفاف المتكررة وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة لها الأثر السلبي على الغطاء النباتي حيث تؤدي إلى جفاف بعض الأشجار المعمرة وأنخفاظ نسبة نجاح الأشجار في حملات التشجير الوطني منذ سنوات .
واوضح المهندس الاسمر ان محافظة جرش من أهم المحافظات التي تغطيها الغابات حيث تبلغ مساحة الأراضي المسجلة حراج (91350) دونم وتبلغ مساحة الأراضي الحرجية المغطاة بالأشجار الحرجية (82350) دونما وهناك خطط تنفذها وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الزراعة بهدف حماية الغابات القائمة وإدامتها وزيادة الرقعة الخضراء من خلال برامج مراقبة الغابات على مدار الساعة بوضع دوريات من المناوبين من قسم الحراج وسيارات مجهزة بالأجهزة اللاسلكية مع الفريق المناوب ودراجات مع الطوافين تتحرك باستمرار لمراقبة أي اعتداء قد يحدث لقطع الأشجار الحرجية . بالإضافة إلى فريق الطوافين وعمال الحماية المكون من اثنين وعشرين فرداً تم توزيعهم على مناطق المحافظة فضلا عن سبع محطات حرجية وأبراج المراقبة وتشكيل فريق إطفاء مجهز بالأدوات اللازمة للسيطرة على الحرائق في حال حدوثها مع وجود سيارة إطفائية وصهريج للتزويد بالمياه في حالة نشوب حرائق لا قدر الله ، وعمل دوريات مشتركة بين فريق قسم الحراج والشرطة البيئية لمراقبة الغابات والسيطرة لمنع الاعتداءات والقيام بتشجير الأراضي الحرجية الخالية من الأشجار وكذلك جوانب الطرق وتشجيع الجهات الرسمية وغير الرسمية للقيام بعمليات التشجير وتزويدهم بالغراس الحرجية المطلوبة مجاناً .
فعلى سبيل المثال تم هذا العام زراعة أكثر من (6000) غرسة حرجية على مساحة حوالي (400) دونم ، وزراعة جوانب الطرق بطول حوالي 6كم والقيام بإنتاج الغراس الحرجية المتنوعة من خلال المشاتل الحرجية التابعة للمديرية وهما مشتل الفيصل الحرجي ومشتل عين جملا الحرجي حيث تم أنتاج أكثر من نصف مليون غرسة حرجية لهذا العام يتم توزيعها على الجهات الرسمية وغير الرسمية والمواطنين بشكل مجاني .
وقال مدير الزراعة انه يتم بيع الاحطاب الناتجة من نواتج الأشجار الحرجية بسبب فتح الطرق أو غيرها للمواطنين بأسعار تشجيعية بهدف صرف النظر عن الاعتداء على الأشجار الحرجية وكذلك هناك مشروع دعم للمواطنين المجاورين للغابات بحيث يتم تقديم دونم واحد من الغابة للاستفادة منها في زراعة النباتات الطبية والعطرية وإنتاج الفطر أو تربية النحل ، ويمنح المواطن تصريح لجمع الاحطاب الجافة من الغابة مقابل دفع رسم دينار واحد فقط .
وقال اننا نطمح إلى المزيد من تطوير العمل المتواصل ونطمح الى المزيد من التعاون المنسق مع جميع الجهات ذات العلاقة وخاصة الجهات القضائية والحكام الإداريين والشرطة البيئية لمنع أي اعتداء قد يحدث على الغابات والأراضي الحرجية .
واشار مدير الزراعة الى ضبط 211 حالة تحطيب خلال العام الماضي تم تحويلها الى الحكام الاداريين والقضاء ، لافتا الى ان عدد الطوافين العاملين بما فيهم عمال الحماية 22 عاملا من بينهم سبعة طوافين ، لافتا الى ان هذا العدد من الطوافين يبدو متواضعا قياسا للمساحة الحرجية الشاسعة في المحافظة و اجتثاث الاعتداءات صعب .
الدستور
__________________
|