بسم الله الرحمن الرحيم
تنويه :
لم أعتمد في هذا الموضوع على أية مراجع فقط استندت على المشاهدات الحقلية و لهذا أتمنى من أهل الخبرة التنويه المساعدة و المشاركة في إغناء هذا الموضوع و شكرا

الأمراض السلوكية لنحل العسل

بداية :
إن السلوك الطبيعي لنحل العسل يمكن تأطيره بعدة نقاط على الشكل التالي :
- سلوك السروح الطبيعي :
عند خرج العاملة السارحة إلى مدخل الخلية تتوقف لأجزاء من الثانية وتلاحظ وكأنها تستكشف الجو الخارجي ثم تحسم أمرها وبسرعة وتطير بشكل مندفع متجهة إلى المرعى وتختفي بسرعة في الأفق
أما العاملة العائدة إلى القفير عندما تقترب من الخلية يتباطأ طيرانها كطائرة تريد الهبوط وبكل حرفية تغط على لوحة الطيران و أحيانا نجدها تأخذ قسطاً من الراحة قبل دخولها إلى الخلية
- سلوك الدفاع الطبيعي :
عند النظر إلى مدخل الخلية نجد عدداً من النحل الحارس يقوم بتفقد كل نحلة قبل دخولها إلى الخلية ونجد أن أعداد الحرس تزداد في فترة ما بعد الظهيرة
عند محاولتنا تقريب شيْ ما من الحراس نجدهم يندفعون نحوه بسرعة ليستكشفون ما هذا وتبقى العملات الحارسات في حالة دفاعية ولا تطير ولا تهاجم مادام الدخيل لم يحاول دخول الخلية
لا يهاجم النحل الحارس إلا إذا تم استفزازه بشكل كبير
- السلوك داخل الخلية :
نبدأ من الملكة فعند مراقبة الملكة نجدها دائمة الحركة وتسير باتزان ضمن عش الحضنه وحولها عدد من الوصيفات وعند اقتراب الملكة من العاملات نجدهم يبتعدون عن طريقها بسرعة موجهين رأسهم باتجاه الملكة كما لو أنهم يلقون التحية , قليلاً ما يتلامس النحل مع الملكة و إن حدث يكون بالخطأ ونجد العاملة تبتعد بسرعة وكأنها تعتذر
توزع الملكة بيضها على العيون مبتدئة من منتصف القرص ولا تنتقل إلى قرص ثاني قبل أن تملأ كامل القرص الأول بالبيض
عندما نراقب النحل داخل الخلية نجده موزع على جميع الأطر بشكل متجانس مع قليل من الازدحام في منطقة عش الحضنه يبدو للوهلة الأولى أن النحل ساكن على قرص الشمع ولكن بالتدقيق نجده كله منشغل بأعمال مختلفة ونلاحظ سلوك للعاملات أشبه بالمغازلة في الواقع هي عملية تبادل الغذاء والتي يعرفها معظم النحالين ونلاحظ أيضاً بعض العاملات ترقص وغيرها من الحركات الجميلة للعاملات
- لعب النحل :
قد يكون هذا المصطلح غريباً على البعض ولكنه حقيقة النحل يقوم بسلوك اللعب خارج وداخل الخلية حتى أنه أحياناً يلعب مع النحال ولكن قلما يعيره النحال أي انتباه
يلعب النحل عندما تكون الخلية في أحسن حالاتها و النحل صغير السن أكثر ميلاً للعب من النحل المسن مثله مثل باقي المخلوقات


الأمراض السلوكية :

إن ما سبق ذكره كله يعتبر سلوكاً طبيعياً للنحل وإن أي خلل في هذا السلوك قد يكون ناتجا عن علة في النحل فمعظم الأمراض المعروفة تؤدي إلى تغيير في هذا السلوك وبعض هذه الأمراض يتم تشخيصه بمراقبة سلوك النحل ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل خلل في السلوك ناتجاً عن مرض بل يكون هو المرض بحد ذاته وطبعا له مسبباته
للحكم على السلوك أنه طبيعي أو غير طبيعي يجب معرفة مسببات هذا السلوك فنجد أن النحل قبل التطريد بحولي أسبوعين يتغير سلوكه داخل الخلية و خارجها وهذا يعتبر طبيعياً لأن التطريد حالة طبيعية وليست مرضا
سأهتم فيما يلي بالأمراض السلوكية التي تعتبر مرضاً بحد ذاتها وليست ناشئة عن علة أخرى ومن هذه الأمراض :








1- الشراسة :


قد نجد في المنحل بعض الخلايا شرسة الطباع دون باقي المنحل بالرغم أنها كانت فيما مضى هادئة كباقي الخلايا ولكنها فجأة أصبحت شرسة وعند فحصها نجدها خالية من أي مرض وكثير من النحالين يعزون ذلك للوراثة ولا نعتبر أن الخلية مصابة بمرض الشراسة إلا إذا كان السلوك الشرس للنحل يتكرر في كل مرة نحاول فتح الخلية أي تصبح الخلية شرسة بشكل دائم و أحياناً تغدو من الشراسة بحيث أنها تبدأ بالمهاجمة بمجرد الاقتراب من الخلية و قد يتفاقم الأمر حتى أن النحل يهاجم أي شخص يقترب من المنحل أما في الحالات التي يثور فيها النحل لمرة واحدة فقد يكون ناتجاً عن خطأ ما أثناء الفحص مما يتسبب في هيجان النحل و هذا يعتبر سلوكاً طبيعياً إذ لم يتكرر لمرات عدة
أسباب هذا المرض :
- فتح الخلية في جو حار أو بارد
- موت عدد كبير من النحل أثناء الفحص
- طول مدة الفحص
- تعرض النحل للسرقة من قبل نحل آخر
- وجود مصدر للضجيج قرب الخلية
- تعرض النحل للضوء ليلاً
- القطاف الجائر للعسل
- استعمال الدخان الكثيف و الحار أثناء الفحص أو استعمال خيش في المدخن غير نظيف
- تعرض النحل للأمواج الكهرطيسية كوضعه بالقرب من خطوط التوتر العالي أو قريباً من محطات تقوية الإشارة وغيرها من مصادر هذه الأمواج
- تعرض النحل لهجوم بعض الأعداء كالدبور الأحمر و الدبور الأصفر و السحالي و الطيور و غيرها من أعداء النحل المعروفة
- الاستعمال الخاطئ للأدوية في علاج بعض أمراض النحل
- وهناك عوامل عديدة قد تسبب الشراسة عند النحل

الوقاية :
لمنع ظهور سلوك الشراسة عند النحل نتلافى مسبباته بالدرجة الأولى
يجب أن ننهي الفحص بسرعة ونغلق الخلية عندما نرى أن النحل متوتر و تبدو عليه مظاهر الغضب
يجب تجنب الفحص الزائد ما أمكن مرة في الأسبوع ربيعاً وكل عشرة أيام صيفاً هذا كافي
عند استعمال مبيدات القراد يجب المباعدة ما أمكن بين مواعيد الفحص و مواعيد العلاج
العلاج :
تعتبر الشراسة من أصعب الأمراض في المعالجة و تتطلب الكثير من العمل و العديد من المحاولات ومنها :

- إجهاد النحل فنقوم بنقل قرص أو قرصين من الحضنه المختومة إلى خلية أخرى و نضع مكانهم أقراص فيها بيض حديث أو شمع أساس إذا كان الفصل ربيعاً أو أوائل الصيف و هذا من شأنه إرهاق النحل بعمل إضافي فيعود بعد فترة لطبعه الهادئ و إذا لزم الأمر نكرر العملية مرة أخرى

- التطبيل على الخلية و تحريك الغطاء الخارجي حتى يبدأ النحل بالثوران نبتعد عن الخلية ونعيد العملية بعد يوم أو يومين على أن نختار توقيتاً مشابهاً لتوقيت الفحص المعتاد و هكذا بعد تكرار هذه العملية لعدة مرات بفاصل زمني مناسب نلاحظ أن النحل ما عاد يكترث بالأمر عندها نقوم بفحص شكلي للخلية يتضمن رفع الغطاء الخارجي ثم رفع الغطاء الداخلي بكل هدوء و أتزان وقبل أن يصعد النحل بأعداد كبيرة نغلق الخلية و في هذا الفحص يجب أن نتجنب لمس أو تحريك أي إطار داخلي وعندها نترك الخلية لمدة أسبوع على الأقل ثم نفحصها فحصاً عادياً مع بعض الحذر
وهكذا تعود الخلية إلى طبعها الهادئ من جديد


2 – تمرد النحل :

إن سلوك التمرد شائع جداً في عالم النحل وهذا السلوك يشاهد داخل الخلية فقط ومن مظاهر تمرد النحل التالي :
- عدم اكتراث العاملات لدى مرور الملكة بقربها ولا تبدي أية ردة فعل
- وجود تجمعات من النحل داخل الخلية لا تقوم بأي عمل
- وجود بعض العاملات تمشي فوق الملكة دون أن يقوم النحل المجاور بأي ردة فعل
- وجود الملكة لوحدها أي غياب الوصيفات
- مدخل الخلية بدون حراسه أي غياب الحرس

هناك العديد من مظاهر التمرد التي قد تشاهد في خلية النحل و بعض مظاهر التمرد تعتبر سلوكا طبيعيا و خصوصا عندما تمر الخلية ببعض المتبدلات مثل التجهيز للتطريد أو تبديل الملكة أو فقدان الملكة و غيرها
و من حالات التمرد التي تستحق الاهتمام هو حدوث تمرد للنحل بدون أن يكون سببه أي من تلك المتبدلات

عندما تمتلئ الخلية بالعسل و تزدحم بالنحل و يكون على رأس الطائفة ملكة قوية بحيث لا تسمح للعاملات ببناء البيوت الملكية فنجد النحل يلجأ إلى التمرد وقد يظل متمردا لشهر أو أكثر و النتيجة هي القليل من محصول العسل بالرغم من وجود عدد كبير من النحل العامل

العلاج:
سنتحدث فقط عن علاج الحالة السابقة فقط

يتم تلافي هذا النوع من التمرد إما بإضافة أقراص من شمع الأساس أو بإضافة عاسلة أو بنقل أقراص حضنة مختومة من الخلية إلى خلية أخرى و وضع أقراص بها بيض حديث أو أساسات شمعية بدل منها المهم في الأمر هو تأمين العمل للنحل بأي وسيلة مناسبة و قد نلجأ للتقسيم فيما لو كانت الظروف ملائمة

أخيراً :
هناك العديد من الأمراض السلوكية لنحل العسل و بعض هذه الأمراض ليس له أي أهمية و لكن بعضها قد يسبب ضياع في القوة العاملة للنحل فمن المفيد الأهتمام بسلوك النحل و مراقبته و البحث عن سبب لأي خلل في السلوك الطبيعي فقد يكون إنذاراً مبكرا لمرض ما أو خلل ما في الطائفة .