بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عسل النحل . . طرق إنتاجه وطرق فرزه
لقرب موسم فرز العسل في اغلب المناطق كان لابد من طرح الموضوع الخاص بالفرز وجمع العسل امام الاخوة الاعزاء الذين قد تنقصهم الخبرة او التنبه لبعض الامور وكذلك ليكون تذكرة لاخوتنا اصحاب الخبرة ونسأل الله ان يرزقنا واياكم رزقا حلالا مباركا . . امين
طرق إنتاج العسل
لأجل الحصول على أعلى إنتاج ممكن من العسل يحب أن تبلغ الخلية ذرة قوتها من الحضنة والشغالات قبيل ابتداء موسم فيض العسل وبدون ظهور أية علامات للتطريد , وكلما زاد عدد الشغالات الحقلية زادت قدرة الطائفة على جمع اكبر كمية من الرحيق فالخلايا التي تكون ظروفها ملائمة للتوسع ولإنتاج كمية كبيرة من الحضنة وباستمرار لمدة ثمانية او عشرة أسابيع يكون لها قوة كبيرة من الشغالات الحقلية وعدد جيد من الشغالات المنزلية للاعتناء بالحضنة وإفراز الشمع وتحويل الرحيق الى عسل ، ان وجود حضنة بأعداد مناسبة في بداية موسم الفيض يمكن الطائفة من التعويض عما تفقده من شغالات خلال هذا الموسم وتحوي الخلية النشطة على 12 – 16 قرصا من الحضنة مع عدد كبير من الشغالات .
ان أول علامات بدء الطائفة بجمع العسل هو ظهور الشمع الأبيض الجديد على قمة إطارات الحضنة او العاسلات ، وبمجرد حدوث هذه الظاهرة يجب اضافة العاسلات الى الطوائف بدون تاخير ، وعادة تقوم الشغالات الحقلية والمنزلية بخزن بعض كميات الرحيق التي تقوم بتحويلها الى عسل فيما بعد في العيون السداسية الفارغة الموجودة في اطارات الحضنة ثم تنقلها الى اطارات العاسلات عند توفرها .
ان التاخير باضافة العاسلات للخلايا لبضعة ايام يشجع الشغالات على الاستمرار بخزن العسل في اطارات الحضنة مما يؤدي الى تقليل المساحة المتوفرة لتربية الحضنة وبالتالي يحفز الطائفة على التطريد الذي ينتج عنه ضع القوة العاملة في الخلية وقلة كمية العسل المنتجة في نهاية موسم الفيض .
ولعل يتبادر للاذهان التساؤل الاتي : ما هو موسم فيض العسل ؟؟
موسم فيض العسل هو الوقت الذي تكثر فيه الازهار المنتجة للرحيق وهو يختلف من بلد لاخر حسب الظروف المناخية والمساحات المزروعة والامطار وما الى ذلك من عوامل مناخية وجغرافية .
وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في افراز الازهار للرحيق منها :
1- توفر مياه الري والامطار حيث تساعد على نمو النبات والاسراع في التزهير ولكن الامطار في موسم التزهير تغسل الرحيق وتؤثر على سروح النحل .
2- خصوبة التربة والتسميد تساعد على نمو النبات وزيادة افراز الرحيق في الازهار .
3- العوامل الوراثية في النبات حيث تختلف النباتات عن بعضها البعض في كمية الرحيق الذي تفرزه ازهارها .
4- العوامل الجوية فارتفاع درجة الحرارة والرياح السريعة وانخفاض الرطوبة تودي الى قلة كميات الرحيق وزيادة تركيز السكر فيها وعند اشتداد الحرارة يجف الرحيق ويقل نشاط الشغالات .
5- تباين درجات الحرارة بين الليل والنهار حيث ان انخفاضها ليلا وارتفاعها نهارا يودي الى تحفز الغدد الرحيقية على افراز كميات اكبر من الرحيق.
اعداد الطوائف لموسم العسل :
عند بدء ظهور علامات جمع العسل من قبل الشغالات يجب امداد الطوائف بما يلزمها من عاسلات واقراص شمعية .
ووجد ان اضافة العاسلات في وقت مبكر قد حفز الملكة على البدء بوضع البيض كما انها تساعد لدرجة كبيرة على تجنب حدوث التطريد في بداية موسم فيض العسل . وبفضل الكثير من النحالة استعمال حاجز الملكات لمنع الملكة من وضع البيض في العاسلات .
ان تزويد الخلايا بالاقراص الشمعية الممطوطة يزيد من كفاءة الشغالات في جمع الرحيق وفي حالة عدم توفر العدد الكافي منها يمكن استخدام الاساسات الشمعية في ذروة موسم فيض العسل ففي هذا الوقت تكون الخلية في اوج قوتها ونشاطها فتقوم الشغالات بمطها بسرعة لتخزين ما تجمعه من رحيق فيها ووجد ان اضافة الاساسات الشمعية الى بعض الطوائف التي تمتاز شغالاتها بافراز كميات كبيرة من الشمع قلل من قابليتها على التطريد حيث انشغلت باستعمال ما تفرزه من شمع في اكمال بناء العيون السداسية .
اعداد العاسلات :
تتوقف طريقة اضافة العاسلات والاقراص الى الخلايا على عدة عوامل منها قوة الطائفة ومدة الازهار وحجم مصادر الرحيق وغيرها ، وقبل بدء موسم الفيض يفضل اضافة صندوق تربية اخر الى الخلايا لافساح المجال امام الملكة لوضع اكبر عدد ممكن من البيض وعند حلول موسم فيض العسل يوضع صندوق العاسلة الذي يجب ان يحوي على اقراص شمعية ممطوطة ونظيفة او اطارات تحوي على اساسات شمعية وعادة يؤخذ من صندوق التربية 2-3 من اقراص العسل وتوضع بالتبادل مع الاقراص الفارغة في العاسلة ويوضع بدلا منها في صندوق التربية اطارات تحوي على اساسات شمعية بالتبادل مع الاقراص الاخرى وذلك لتهيئة المكان اللازم للملكة لوضع البيض وقد يفضل البعض وضع حاجز الملكات فوق صندوق التربية وعادة توضع تسعة اقراص في العاسلة لكي تكون هناك مسافة كافية للنحل لمط العيون السداسية وتخزين العسل فيها وختمها .
وعند امتلاء اقراص العاسلة بالعسل تضاف عاسلة ثانية فوق العاسلة الاولى وعند اقتراب اقراص العاسلة الثانية من الامتلاء تضاف عاسلة ثالثة في قمة الخلية وتنزل العاسلة الثانية تحت الاولى وفي كل مرة توضع العاسلة الجديدة على القمة وتنزل السابقة الى اسفل فوق صندوق التربية لكي يستطيع النحل من انضاج العسل الموجود فيها وتغطية اقراصها بالشمع ، ويجب عدم اضافة عاسلة جديدة للخلية الا اذا امتلئت العاسلة السابقة بما لا يقل عن نصفها .
جمع العاسلات :
عند اقتراب نهاية موسم فيض العسل ترفع العاسلات الفارغة او المملوءة جزئيا من الخلايا التي لا تحتاجها وتعطى الى الخلايا التي تكون بحاجة اليها وبهذه الطريقة يكز العسل الفائض في اقل عدد ممكمن من الاقراص بعد وضع الكمية اللازنة لتشتية الخلايا في صندوق التربية .ويعتمد وقت رفع العسل الفائض عن حاجة الخلية بالدرجة الاساسية على الظروف البيئية وطول موسم فيض العسل وعدد اقراص العسل الموجودة في العاسلات وفي حالة فرز العسل يضل ان يكون غالبية اقراص العسل مختومة قبل فرزها .
وغالبا ما ترفع العاسلات المختومة التي وضعت اولا ثم يفرز عسلها وتعاد مرة اخرى الى الخلايا التي تحتاجها ويجب رفع العاسلات المملوءة بالعسل قبل انتهاء موسم الفيض أي الفترة التي لا يزال فيها النحل يجمع الرحيق من الحقل وعند تركها لمدة طويلة بعد انتهاء موسم الفيض تنتشر ظاهرة السرقة بين النحل لدرجة قد تكون خطيرة جدا .
موعد رفع العاسلات :
قبل رفع العاسلة الاولى من الخلية يجب فحص صندوق التربية للتأكد من وجود الملكة وخلة الخلية من الامراض ويفضل فحص الخلايا قبل يوم او يومين من موعد رفع اول عاسلة ثم توضع العاسلة المهيئة للرفع في قمة الخلية وكقاعدة عامة يتم رفع العاسلات المملوءة بالعسل في الصباح الباكر قبل بدء النحل بخزن العسل غير الناضج في الاقراص الشمعية المنوي رفعها ولا يؤثر موعد رفع الاقراص المملوءة بالعسل عندما تكون جميع العيون السداسية مختومة .
طرق رفع العسل الفائض :
1- الهز مع استخدام الفرشاة هذا في حالة وجود عدد قليل من اقراص العسل او العاسلات الجاهزة للقطف .حيث يهز القرص برفق ثم تستخدم الفرشاة لازالة ما تبقة من نحل عالق على القرص وبهدوء وتأخذ هذه الطريقة وقت وجهد خصوصا اذا كان عدد الخلايا كبير كما انها تشجع النحل على السرقة خاصة في الاوقات التي يشح في الرحيق كما انها لا تصلح عندما تكون الاغطية الشمعية رقيقة او لا توجد اغطية حيث تسبب في سيولة العسل من الاقراص قبل نقلها الى مكان الفرز .
2- استخدام لوحة صارف النحل :
وتسخدم عادة لوحة الغطاء الداخلي للخلية بعد ان يوضع في فتحتها الوسطيةصارف النحل ويوضع هذا الحاجز بين صندوق التربية والعاسلات المنوي رفعها عندما يكون الجو معتدلا اذ ان ارتفاع درجة الحرارة داخل العاسلات تؤدي الى سيلان العسل خارج الاقراص غير المختومة , ويفضل وضع لوحة صارف النحل في الخلية بعد الظهر للسماح للنحل بالخروج من العاسلات في صباح اليوم التالي حيث ترفع العاسلات بسرعة اذ لا يتمكن النحل من الرجوع اليها بسبب وجود صارف النحل .
3- استخدام الالواح الحامضية : يستخدم غالبية مربي النحل في الخارج الالواح الحامضية لاجل طرد النحل من العاسلات حيث يدخن مدخن الخلية وغطاؤها الداخلي قبل وضع لوحة الحامض فوق اقراص العاسلات ولوحة الحامض عبارة عن لوحة خشبية مبطنة بقطعة قماش قطني في الغالب تبلل بحامض الكاربوليك 50% carbolic acid او بمادة propionicanhydride وهما مادتان لهما تأثير طارد للنحل وتعمل الابخرة المتطايرة من هذه المواد على طرد النحل من العاسلات الى الاسفل فتسهل من عملية رفعها ويجب تهوية الخلية جيدا بمجرد رفع العاسلات لازالة مفعول هذه المواد مع ملاحظة عدم ترك الالواح الحامضية لفترة طويلة في الخلية لان ذلك يؤدي الى اضطراب النحل بشكل خطير وعدم عودته لحالته الطبيعية الا بعد مضي فترة طويلة . وشخصيا لا افضل استخدام هذه الطريقة لمن لم يستخدمها من قبل لما لها من مخاطر .
يفضل عادة وضع عاسلات فارغة اسفل العاسلات وذلك لتهيئة مكان ملائم يلجئ اليه النحل الهارب من العاسلات المملوءة بالعسل .
ملاحظات مهمة :
1- يجب اخذ الحذر والحيطة التامة عند رفع اقراص العسل من الخلايا لمنع انتشار السرقة بين طوائف النحل
2- عند ظهور السرقة توضع اقراص العسل في صناديق تربية فارغة وتغطى من الاسفل والاعلى وتنقل الى غرفة الفرز ويضل التوقف عن جني العسل لمدة يوم واحد عند اشتداد السرقة لمنع اتشار امراض النحل والحضنة ولتجنب ضعف الطوائف .
فرز العسل :
يفرز العسل من الاطارات الشمعية بواسطة الفرازات ويفضل ان تتم عملية الفرز داخل مبنى معد خصيصا لهذه الغاية يحوي على جميع اداوات الفرز واعداد العسل للتسويق ويفضل ان تكون ارضيته مصنوعة من الاسمنت لتسهيل غسلها وتنظيفها ، ويجب توفر الاداوات الاتية في محل الفرز :
1- سكاكين القشط ولها عدة اشكال وتستعمل لازالة الاغطية الشمعية قبل البدء بالفرز ومنها ما يسخن بالماء او البخار ومنها كهربائي ويجب ان يكون نصل السكين حادا لتتم عملية القشط بسهولة ودون اضرار بالشمع . وهناك سكاكين قشط اوتوماتيكية حيث يدفع القرص الشمعي امامها فتويل الغطاء بسرعة وعناية فائقة .
2- توفير مكان خاص لوضع الاقراص المقشوطة فيه لحين القيام بفرزها (منضدة القشط )
3- الفراز : ويوجد منه عدة انواع واشكال ومنها اليدوي ومنها الكهربائي ومنها ما يستوعب اطارين ومنها ما يستوعب 50 اطار
4- المنضج : عبارة عن اناء اسطواني شبيه بالبرميل يصنع من المعدن غير القابل للصدأ له حنفية في الاسفل ويوضع في الجزء العلوي منه مصفاتان العلوية ذات ثقوب واسعة نوعا ما وذلك لحجز بقايا الشمع الكبيرة والثانية التي تقع اسفل الاولى تكون ثقوبها ضيقة لحجز المواد الدقيقة المختلفة بالعسل وقد توضع تحت المصفاة السفلية قطعة من قماش الموسلين المزدوجة لتنقية العسل من فتاة الشمع .
يترك العسل في المنضج لمدة يوم او يومين لفسح المجال امام الفقاعات والشوائب الاخرى بالصعود فوق سطح العسل حيث يتم جمعها وعزلها عن العسل وتستخدم شوائب العسل المجموعة في تغذية النحل .
4- اوعية التعبئة : وذلك لتعبة العسل فيها وتكون باحجام واشكال مختلفة حسب رغبة النحال . ولكن هناك ملاحظة مهمة في التعبئة وهي يفضل عند تعبئة العسل ان يسيل على جدران الاوعية المستعملة من الداخل للاقلال من اختلاط العسل بفقاعات الهواء فيقل بذلك احتمال تبلوره بسرعة عند انخفاض درجة الحرارة .
5- شاحنة لنقل الاوعية المعبأة وحسب الحاجة والكمية .
أرجو ان أكون قد وفقت في توصيل المعلومة إليكم والله الموفق
أخوكم أبو زينب