السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.بدلا من أن يحتفل الإنسان بعيد مولده كان الأولى به أن يتذكر أنه كلما مر عليه يوم من أيامه فإنما هو يقترب من النهاية أي الموت، فما بالك إذا كان الذي مر عاماً كاملاً!! فلتكن له عبرة بانقضاء الأيام والسنين والشهور والأعوام.
.قد جعل الله تعالى للإنسان وقتاً محدداً وعمراً معدوداً، وأمره أن يستغل أوقات عمره بعبادته سبحانه وتعالى.
وإن في انقضاء الأيام، ومرور الأعوام، عبرة للإنسان بأن هذه الدار فانية، وأنها سريعة الانقضاء، وقريبة الزوال.
فعلى المسلم أن يبادر بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، وأن يحذر التسويف!
.
وقد كان السلف الصالح رحمهم الله، يجعلون من مرور الأيام والسنين، مدكراً ومزدجراً، فكانوا يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالهم بالأمس، وقال بعضهم: كيف يفرح من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟!
كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله، وحياته تقوده إلى موته ؟
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: [[إنما أنت أيام كلَّما مضى منك يومٌ مضى بعضك ]]، ومن أقوال الحسن رحمه الله : [[ ما من يومٍ ينشق فجره، إلا نادى منادٍ من قبل الحق: يابن آدم! أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود فيّ بعملٍ صالح؛ فإني لا أعود إلى يوم القيامة ]]..
والعبد بين مخافتين: بين آجلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وبين عاجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، وإنه لمن فضل الله ودلائل توفيقه للعبد أن يلهمه استغلال كل ساعة من عمره في العمل الصالح، ويوفقه لأخذ الدروس والعبر والبصائر من تصرم الشهور والأعوام، وفقد الأهل والإخوان.
.
اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم لقائك، واجعل مستقبل أيامنا خيراً من ماضيها، وقابل أعوامنا خيراً من سالفها.
هدا راي في الموضوع و الله اعلم