رد: التربية العمودية فهم تطبيق وأسلوب عمل
سأتمرد هنا على بعض المفاهيم :وبالطبع من وجه نظري الشخصية ... وأولها مفهوم الخلية الحديثة المتعارف عليها ، هي صحيح في بداياتها قفزت بعالم النحل للأمام ولألف سنه ومره واحدة ، ولكنها تفتقد الكثير من مميزات الخلايا البلدية ، وأبعدت النحل عن محيطة الطبيعي ، وحرمته من خصوصيات ... لا يستطيع النحل العمل بدونها بحرية .
الاكتشاف الوحيد الأساسي المبهر هو المسافة النحلية . ما عداها فإضافات رائعة بكل المقاييس، تسهل العمل وتُحسن الإنتاج ... وتلغي الحواجز بين عالمين ، لتتحول لعلاقة تماس مباشر نستطيع من خلالها مراقبة تصرفات وسلوك ليس الخلية من الخارج ومن الداخل وحسب ... بل وسلوك كل نحلة تعيش داخلها .
باعتماد المسافة النحلية كأساس عمل: يصبح الشكل الخارجي مجرد شكل لا يعبر عن شيء بحد ذاته ، فالخلية المتعارف عليها مجرد صندوق يتسع لعدد محدد من البراويز ، تبدأ بواحد وحتى عشرة ... بإضافة صندوق ثاني يصبح مجموعها 20 برواز أو أكثر حسب عدد الصناديق .
ولكن نفس المسافة النحلية ، لو احتواها صندوق مستطيل أو مربع أو دائري أو سداسي الشكل أو مخروطي ، فلن يؤثر هذا على مقياس البناء بالعكس النحل يتكيف مع أي شكل ومع أي حجم .
وهنا تصبح المعادلة مجرد معادلة مسافة نحلية ، ويصبح الحيز مجرد شكل لا يقدم أو يؤخر من منظور نضري بحت ، سوى إضافة بسيطة جداً تجعل الحيز الخارجي يكتسب ميزه أضافية ، وهي البراويز المتحركة التي تفقدها الأشكال القديمة للخلايا البلدية سواء أكانت من صنع الإنسان، بغض النظر عن المادة المستخدمة في التصنيع ، جذوع أو فخار أو طين وقش ... الخ .... او من صنع الطبيعة .
الخلايا الحديثة : تراعي وجود مسافة نحلية تحيط بكتلة البراويز من كل الجوانب الخمس للخلية ، باستثناء أرضيتها ، أي المسافة ما بين قاع البراويز المعلقة ، وقاع الخلية.بزيادة ، لا يمكن مقارنتها بتلك الطبيعية ولا بأي حال ...
ففي الطبيعة : الأقراص معلقة في سقف الحيز بهامش مسافة تقريباً صفر ، ومسافة نحلية ثابتة . وعمق حر كبير بين طرف البراويز وقاع التجويف.
وأيضا هناك اختلاف جوهري وهام جداً وتتوقف علية كثير من أسباب البقاء وفعالية أداء المهام ، وبكفاءة تفتقدها الخلايا الحديثة ... الا و هي ذلك الرنين ، وتلك المرونة ... التي تنتج عنها اهتزازات تنتقل بسرعة النسيم ....وكأنها أوراق شجر تتحرك للأمام وللخلف مع كل هبة هواء ... بينما تلك الأقراص المقيدة بإطار خشبي جامد... يخنقها وفوق الخنق يقيد حركتها بتلك الأسلاك التي تخترق أساسها الشمعي . فلا تقدم بديل لما ذكر
المسافة الأرضية :وأهميتها في تبريد الخلايا ، في تدفئتها،،، في تأمين كفاءة التكتل .... في كونها خط دفاع متقدم..... في قدرتها على تأمين مجال وقائي آمن..
هنا ربما من المفيد ذكر حسنة وحيد للخلايا الحديثة غير الراحة وسهولة الكشف.. الخ
... الا وهي أنها مناسبة جداً للترحيل لموسم فيض قصير يقترن ذلك بأنها غير مناسبة للتربية قبل الفيض وبعده
تمهيد لا بد منه لفهم الاحتياجات النحلية لا البشرية ، ذكرت في بداية الموضوع :ان مهنة النحل هي مهنة فهم التفاصيل وهنا تفاصيل كثيرة تحتاج كثير من الأسئلة وكثير من الاستفسارات ... وعني جاهز إن شاء الله لأجيب وبدون تردد
|