السلالات المحلية مستقبلها زاهر ولكن بشروط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلالات المحلية مستقبلها زاهر ولكن بشروط
حسان التليلي
يسعى الباحثون الزراعيون في بلدان المتوسط الشمالية والجنوبية اليوم إلى تكثيف الأبحاث المتعلقة بالسلالات الحيوانية المحلية لما لذلك من أثر إيجابي في العملية التنموية المستدامة.
في بلدان المنطقة المتوسطية، لوحظ خلال العقدين الماضيين اهتمام الباحثين المختصين في الثروة الحيوانية بالسلالات المحلية بعد أن اتضح أنها أكثر قدرة من السلالات المستوردة على تحمل الجفاف وبعض الأمراض والتكيف بشكل أفضل مع التغيرات المناخية القصوى. وقد خلص هؤلاء الباحثون مثلا إلى أن المنتجات المتأتية من السلالات المحلية هي عموما أفضل من المنتجات ذاتها إذا كانت مستوردة . فلديها خاصيات كيميائية وذوقية متكاملة ومتوازنة ونسبة أقل من الدهون مما أتاح لكثير منها الفوز بشهادات المنشأ الجغرافي المعتمدة في المنطقة المتوسطية.
ويقول الباحثون إن تحسين مواصفات السلالات المحلية الجينية هو على الأرجح أفضل وسيلة لجعلها أكثر قدرة على المنافسة والمساهمة في تحسين ظروف المنتجين الاقتصادية والاجتماعية من الذين يعتمدون على هذه السلالات وهم الأغلبية. لكن لابد من الإشارة هنا إلى أن برامج تحسين السلالات المحلية وتربيتها عبر نظم إنتاج مكثفة لا تؤدي عموما إلى نتائج إيجابية. بل كثيرا ما يكون الفشل مئال مثل هذه التجارب لأسباب كثيرة منها أن نظم الإنتاج المكثف المستوردة لا تتلاءم في كثير من الأحيان وخصائص البيئة المحلية.
وهذا ما دفع باحثين كثيرين إلى التأكيد على أن موضوع تحسين السلالات الحيوانية المحلية لا يزال يحتاج إلى مزيد من الدرس والتعمق وعلى أنه من غير المنطقي أن يسعى بعض الباحثين إلى أخذ ضرورة رفع الإنتاج والإنتاجية في الحسبان على حساب معطيات أخرى ولاسيما تلك التي تتعلق بخاصيات بيئة السلالات المحلية ومدى تأثرها مثلا بالتغيرات المناخية.
وينصح الباحثون بلدان المتوسط الجنوبية باستخلاص دروس من تجارب عدد من البلدان المتقدمة في مجال الاستفادة من السلالات الحيوانية المحلية وتحسين أدائها. وهو مثلا حال فرنسا التي كثفت برامجها البحثية خلال السنوات العشرين الماضية حول سلالات الأبقار والأغنام الأصيلة. ومن أهم النتائج التي توصل إليها المعهد الوطني الفرنسي للأبحاث الزراعية في هذا الشأن أن إعادة الاعتبار إلى بعض هذه السلالات يساهم في الحفاظ على البيئة ويحول دونها ودون الانقراض.
__________________
Hicham.Nahal@yahoo.com
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ،لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
|