السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الحق كما تقول ...
واسمح لي أن أزيد على ما تفضلت به ، وذلك من خلال تجربتي المتواضعة مع النحل السوري بنوعيه الغنامي والسيافي ...
كان ذلك في فترة التسعينات ، كنت حينها صبيا صغيراً ، وكنت أساعد جدي في أعمال النحالة في المنحل الذي كانت كل خلاياه نحلاً سورياً خالصاً.
صحيح أن النحل السوري نحل ذو طبيعة شرسة نسبياً ، يثور بسرعة، وغير ثابت على الأقراص حين الفحص.
وصحيح أن انتاجه قليل نسبياً قياسأ الى بعض السلالات العالمية.(الإيطالية مثلاً)
وصحيح أنه كثير التشميع .
وصحيح أنه ميال للتطريد.
ولكن : للنحل السوري ايجابيات تغطي على كل ذلك ، أهمها أنه ذو قدرة عالية على تمضية الشتاء في طوائف صغيرة مع كمية قليلة من المخزون الغذائي.
وأنه مقاوم جيد للفروا ولتكلس الحضنة. على عكس النحل الإيطالي مثلاً.
والأهم هو سرعة تجاوب الملكة السورية مع التغييرات في المرعى، فإذا شح المرعى مثلا تقلل الملكة من وضع البيض للتكيف مع الوضع الجديد.على عكس النحل الايطالي الذي يتجاوب ببطء مما يؤدي في كثير من الأحيان الى المجاعة وموت النحل.
بالإضافة الى شراسته النادرة في مواجهة الدبور لدرجة أن الدبور يخشى النحلة السورية ( خصوصاً السيافية ).
كل ذلك يجعلني أوافقك أخي الجيجلي فيما نقلت وذكرت ...
لقد أعدتني بهذا الموضوع الى تلك الأيام الخوالي حين كانت الخلية تنتج ما بين 15 الى 25 كلغ من العسل ... وكنا نتفاءل بالخلية الشرسة ونتباهى بامتلاك أشرس الخلايا لأنها كانت معطاءة وخيرة ... رغم أننا كنا نعود من المنحل ووجوهنا متورمة في أغلب الأحيان ...
واليوم أتمنى لو أجد ملكات سورية صافية لأكثر منها النحل .
سعينا بفعل تأثير الدعاية نحو الملكات الأجنبية التي قد يكون انتاجها أكثر ولكن مشاكلها أكثر ، مع احتمال اصابتها ونقلها للأمراض ... والمثل الشعبي يقول : زوان بلادي ولا القمح الصليبي ...

تقبل تحياتي الحارة

حسين جرادي / لبنان