توابع الفاروا.....
دكتور/ صبحي إبراهيم قاسم
خبير تربية نحل العسل
رئيس مجلس ادارة شركة Api Pharma

نشرت هذه المقاله بمجلة رابطة مملكة النحل عام 2003
لا يقف الخطر عند إصابة الطائفة بالفاروا وينتهي بمعالجتها ولكن يكمن الخطر فيما تصحبه الفاروا من مسببات للأمراض الأخري الخطيرة والتي لا تقل خطورة عن الفاروا نفسها وفي هذه المقالة سوف نتعرض لأهم مسببات الأمراض الأخري حيث تؤكد معظم الدراسات تفشي واسع للأمراض التي تصيب النحل (تعفن الحضنة الأمريكي والألماني والأمراض الفيروسية) وذلك بعد الانتشار الواسع للفاروا.. ونتيجة لذلك جعل الأخصائيين والباحثين يبحثون عن السبب خاصة أن الأمراض الفيروسية ومنها فيروس الشلل الحاد (apv) Acute Paralysis Virus تنذر بخطر كبير لما تسبب من أضرار جسيمة للطائفة ويصعب مكافحتها.
أ. مظاهر الإصابة بفيروس Apv فيروس الشلل الحاد
إن فيروس Apv يصيب الحشرة الكاملة والحضنة فعندما يصيب الحضنة فأن أعراضه تشبه أعراض التعفن الأمريكي تماما تراها ولا يمكن التمييز بينهما إلا في المعمل وطبعا استعمال الأوكسي نتراسيكلين لا يغير إطلاقا في حال الفيروس.
وعندما يصيب الحشرة الكاملة فأننا نلاحظ:
• أعداد من النحل السارح (والسليمة ظاهريا) تسير ببطء أمام الخلية ولكنها لا تقدر على الطيران.
• وفي أوائل الربيع أو في الخريف بعض الخلايا في المنحل يتركها النحل كليا أو تبقي الملكة مع عدد قليل من النحل (تقدر بالمئات) في حين تكون مليئة بالعسل وحبوب اللقاح وأحيانا ببعض إطارات الحضنة على اختلاف أعمارها.
كيف يؤثر فيروس Apv على النحل
• إن هذا الفيروس يصيب دماغ النحلة وجهازها العصبي وينجم عن ذلك خلل في أداء النحلة لوظائفها خصوصا الوظائف الخاصة بالتنظيف ومن المعلوم أن الأمراض على اختلافها قد تكون موجودة في بعض دول العالم غير أن قيام النحل بتنظيف نفسه داخل الخلايا والعيون السداسية فأنه يمنع هذه الأمراض من تكاثرها وانتشارها إلى الحد الذي لا يضر بصحة خلية النحل ونموها ونشاطها وإنتاجها وبالتالي فإن الخلل الناتج عن الإصابة بفيروس Apv يؤدي إلى أن النحل لا يقوم بمواصلة عمليات التنظيف المختلفة كما يجب، وبالتالي فإنه يؤدي إلى انتشار كبير للمسببات المرضية إلى حد يستحيل عنده حماية الخلية من الضعف وتدني الإنتاج وأحيانا قد يميل إلى حد الهلاك.
• وعندها تتفشى الأمراض نعني كل الأمراض (التعفن – التكلس الفيروسي .... وغيرها).
الفاروا وسيلة أكيدة لانتشار الفيروسات والأمراض الأخري بين النحل
ثبت أن الفاروا هو عامل مهم لنقل الفيروس والأمراض الأخري بين النحل.
كيف تتم عملية نقل الأمراض؟
• النحلة ككل كائن حي جهاز مناعة لمقاومة الأمراض وجهاز المناعة الخاص بالنحلة موجود في الغطاء الخارجي لجسم النحلة فعندما تقف الفاروا على جسم النحلة وتخترق جسدها ليمتص دمها يحدث جرحا يشكل مدخلا لاختراق الأمراض على اختلافها ومنها الفيروسية إلى داخل جسم النحلة حيث لا يوجد جهاز مناعة يقاوم وأن التفشي المتزايد للأمراض المشار إليها وخاصة الفيروسية منها دليل على تواجد نسبة عالية من الفاروا داخل الخلايا والحد من تطور هذا الانتشار ممكن فقط بوعي النحالين وتطبيق ما يلزم لهذا الهدف فالعلاقة بين الفاروا وتفشي الأمراض لاسيما الفيروسية ظاهرة وهذا يعني أنه وأن كان العلاج الذي نعتمده ضد الفاروا كافيا لمنع هلاك كل الخلايا إنما ليس كافيا لمنع انتشار الأمراض على اختلافها بواسطة الفاروا مما ينذر بوقوع خسائر كبيرة في المستقبل القريب بسبب الأمراض الناتجة عن الفاروا.
ما الذي يجب أن يفعله النحال؟
1- العمل الأهم هو عمل النحال إذ عليه أن يعمل على تربية السلالات المتحملة للإصابة بالفاروا وأن يتبع طريقة الانتخاب في اختيار أمهات التربية.
2- استخراج إطارات حضنة الذكور وإعدامها ثلاث مرات في السنة.
3- الوقاية خير من العلاج وعلى النحال أن يعي ذلك جيدا.
4- المكافحة بالمواد الطبيعية والآمنة والغير ضارة بالنحل أو العسل.
5- تنظيم المعالجة وجعلها جماعية بقدر الإمكان.
بعض التجارب التي أجريت لإيجاد صفات مقاومة.
1- قام الباحثان (ديجراندي وهوفمان Degrandi And Hoffman بإنتاج سلالات نحل تعتمد على مدة وجود الحضنة في العين السداسية أقل من 21 يوم بالنسبة للشغالات وذلك اعتمادا على سلالات أخري.
2- في جامعة بون بألمانيا قام الباحثان (بوكينج، درشر) بعمل التجربة التالية: قاموا بوضع مربع من الحضنة المغلقة الميتة في فريزر الثلاجة بطول 10سم × 10سم عرض وقاموا بإلصاقه داخل براويز الحضنة وذلك في عدة خلايا وراقبوا أي الخلايا التي تقوم بفتح عيون الحضنة الميتة وإزالتها قبل 48 ساعة حيث يكون هذا النحل قادر على اكتشاف الفاروا في عيون الحضنة وإزالتها.
3- التجربة التالية لم يقم بها باحث أو عالم إنما مربي نحل شاب لم يكمل 20 سنة وهو أيضا غير حاصل سوي علي شهادة المدرسة الإعدادية في النمسا واسمه (الويس فالنر Alois Walhner) وهو يملك 700 خلية نحل كرنيولي أما طريقة فالنر وقد قام بتأليف كتاب شرح فيه كيفية اختيار سلالات نحل قادرة على قتل الفاروا، وبالمناسبة الذي قد الكتاب البروفسور F- Ruttner كما قام عدد من الباحثين العلماء بأوروبا وأمريكيا بتأكيد هذه الطريقة كما قام العالم Steve Taber بشرح هذه الطريقة في مجلة النحل الأمريكية كما قام الباحث جون كوفاس John Kofus بأخذ بعض الملكات من هذا النحال لإنتاج ملكات منها بشكل تجاري فتتلخص في الآتي:
أولا: قام بمعالجة النحل بحامض الفورميك بشكل لا يقضي بنسبة كبيرة ولكن بما يسمح للنحل أن يعيش وترك الخلايا لضغط مقاومة الفاروا بموسم الفيض وبالطبع فقد خسر عدد لا بأس به من خلايا النحل.
ثانيا: تفحص حضنة الذكور بخلايا النحل يوميا خلال فصلي الربيع والصيف واستبعد حوالي 90% من الملكات التي تحتوي حضنة الذكور فيها على عدد كبير من الفاروا.
ثالثا: قام بفحص الفاروا الميتة بشكل طبيعي بأرضية الخلايا المتبقية كل يوم حيث قام بفحص حوالي 18000 حلم فاروا مستخدما عدسة يدوية بقوة كبيرة 20 × حيث وجد أن 20% من سلالات النحل المتبقي قامت بالقضاء على الفاروا قضاءا مبرما عن طريق الفتك بالفاروا وتمزيقها وكان عددها 12 ملكة وبالتالي فقد قام بالتخلص من جميع الملكات المتبقية وانتج سلالات جديدة اعتمادا على 12 ملكة وفي العام التالي قام "فالنر" بشتيه نحلة البالغ 150 خلية من غير أية معالجة كيميائية اعتمادا على سلالة المقاومة للفاروا.
علاج المستقبل:
• لماذا تنجذب الفاروا إلى حضنة الذكور بصورة أفضل من حضنة الشغالات فقد وجد أن الحضنة عموما تفرز هرمونات عدة لها وظائف عديدة ووجد أن حضنة الذكور تفرز مادة Methyl Palmetate بتركيز يزيد 12 مرة عن حضنة الشغالات وهذه المادة جاذبة للفاروا وقد تمكنا من تصنيع هذه المادة محليا بعد أن كنا نستوردها بسعر 22 دولار للملى الواحد من شركة سيجما ونأمل أن يتم العمل به ونصل إلى نتائج إيجابية، Methyl Oleate وهي مادة طاردة للفاروا حيث تم تصنيعها محليا أيضا ويتم إضافتها إلى شمع الأساس.
• وأخيرا فالنحل اية من آيات الله سبحانه وتعالى وسوف يبقى ويظل دائما مهما انتشرت الأمراض – والفاروا لم تنتهي معركتنا معها وعليا أن نعي تماما المخاطر التي نواجهها وأن نتكاتف معا لكي نسيطر عليها.