عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2013   #1
عضو فعال في جمعية نحالي نينوى
 
الصورة الرمزية وعدالله الحديدي

من مشاركات العضو








 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
العمر: 67
المشاركات: 545
معدل تقييم المستوى: 13 وعدالله الحديدي is on a distinguished road
افتراضي

آليات الحماية والأمان الطبيعية لدى نحل العسل
بقلم روجر مورس 00 ترجمة فاتن عمران
عن مجلة النحال العربي المجلد الاول ايار – حزيران 1998
من المعلوم ان قطعان ومجموعات الحيوان التي تعيش حياة مشتركه تعاني من سرعة انتشار المرض في مابينها من حيوان مريض الى اخر سليم وذلك بسبب ازدحام الحيوانات وتلامسها مع بعضها البعض , كيف يكون الامر اذن في طائفة النحل التي تضم من 10000 الى 50000 نحله حيه في مسكن مزدحم حيث امكانية انتشار المرض متوفره 0
الجواب لدى النحل آليات دفاع متعدده تعمل على حمايتها وحماية حضنته وغذائه وهذا بعضها
البروبوليس
هو تلك الماده الصمغيه الراتنجيه التي يجمعها النحل ويستخدمها فيسد الشقوق والفراغات وتلميع جدران الخليه من الداخل 0
يقوم البروبوليس بالحد من الاماكن التي يمكن لمسببات المرض كالبكتيريا والفطريات والخمائر والمتعضيات الدقيقه ان تعيش فيها كما يستخدم لتقوية الاقراص الشمعيه ولمقاومة الخليه من الداخل للبلل 0
يحتوي البروبوليس على عدة مضادات حيويه طبيعيه ويعتقد البعض بان النحل يضيف للبروبوليس الذي يجمعه شيئا مما يعطيه قوة اضافيه لقتل البكتيريا والميكروبات المشابهه لكنني لم احصل على أي معلومات تدعم هذا الاعتقاد وليس هناك اي سبب مقنع يدعو النحل الى اضافة اي ماده الى البروبوليس كونه يحتوي على مواد كيميائيه سامه تعطي الخلية من الداخل نفس الحمايه التي تعطيها هذه المواد جروح الاشجار 0
قد يستخدم بعض سلالات النحل خصوصا القوقازيه البروبوليس لتضييق مدخل الخليه او مداخلها اذا كانت هناك مداخل متعدده وقد يغلق بعضها بشكل كامل بالبروبوليس خاصة تلك المداخل التي تقع في أعلى المسكن ويفترض بأن ذلك يجعل اسهل دفاعا عن مسكنه امام المفترسات مع انه قد يساعد ايضا على ضبط درجتي الحراره والرطوبه 0
انها لحقيقة ممتعه تلك التي تقول بجمع النحل لاسفلت الطرق ومواد سد الشقوق والاصباغ الشديدة الجفاف عوضا عن الصمغ او الراتنج والسبب الوحيد في ذلك ان لهذه المواد نفس المكونات ولايعرف النحل كيف يميز بينها فهذه المواد لم تكن متوفرة عند نشوء نحل العسل انها مواد خامله جميعا ولاتنمو البكتيريا فيها او عليها لذلك تقوم بحماية الخليه بما فيها والنقطه الهامه هنا ان النحل بقدر مايهتم بها يقوم بالحد من الماكن التي من المحتمل للبكتيريا ان تختبىء فيها وتنمو , ان خلية النحل معقمه من الداخل بسبب وجود البروبوليس 0

هناك مجموعه صغيره من النحل في الطائفه تعمل كخفر لحراسة داخل الخليه وتقوم بأزالة جثث النحل الميت منها , تحمل هذه النحلات الجثث الى خارج الخليه وتطير بها مسافة 5- 200 قدم (15-60 م ) وتلقي بها هناك فيقوم النمل او الحيوانات الاخرى او البكتيريا بالتغذي عليها 0 النقطه الهامه هي القاءالجثث بعيدا لن هذه الجثث تحمل الميكروبات التي قد تسبب العدوى للنحل الحي ومانعتقد به الان ان رائحة جثث النحل الميت تتغير بعد موتها بنصف ساعه وهذا مايجعل النحل المتعهد يكتشفها بسهوله , فيزيلها0
العســــــــــــــل
للعسل ماده حمضيه ويتراوح رقم ال Ph لها بين 3و4 حسب مصدر الرحيق ومعاملة النحل له ما يجعله وسطا يتعذر على البكتيريا والفطريات والخمائر والميكروبات الاخرى النمو فيه 0
مايجعل العسل حامضيا هو النحل بسبب اضافة انزيم له يدعى غلوكوز أوكسيدان , يهاجم هذا الانزيم كميه صغيره جدا من سكر الغلوكوز ويحوله الى فوق أوكسيد الهيدروجين وحامض الغلوكونيك لكن فوق أوكسيد الهيدروجين مادة غير ثابته كيميائيا فتتحلل بسرعة ولكن خلال يوم او يومين من انضاج النحل للرحيق وتحويله الى عسل وهذا مايعطيه حمايه جيدة , ان حمض الغلوكونيك هو الحمض الوحيد في العسل وهو الذي يعطيه القيمه المنخفضة لرقم ال Ph بينما لايحتوي الرحيق على حمض او يحتوي على القليل منه وسوف تهاجم الميكروبات الرحيق سريعا اذا لم يقم النحل بجمعه بسرعة , وبالاضافه الى كونه حامضيا فالعسل محلول سكري مركز وله ضغط حلولي ( أوزوموزي ) عال وهكذا تفقد البكتيريا التي تدخله رطوبتها فتجف وتموت ويخرج الماء من خلاياها بنفس السرعه التي تجف بها أيدينا لدى غسلنا للصحون 0
الطلـــــــــــــــــــــــع
الطلع المخزن في الخليه كالعسل يمثل مصدرا كبيرا للطاقه وقد يكون جاذبا لعدد من الميكروبات والحيوانات , وقد نشأ نظام حمايته على مدى السنين0
يضيف النحل العسل الى الطلع الذييجمعه فتهاجمه البكيريا اولا وتقلل من الاوكسجين بين حبيبات الطلع وهذا مايسمح لبكتيريا اخرى تعيش بدون اوكسجين بالنمو , تقوم هذه البكتيريا بانتاج حمض اللآكتيك (اللبن ) وهذا مايحول الطلع المخزون الى وسط حامضي ويمنع مهاجمته من قبل ميكروبات اخرى قد تقوم بتخريبه , لايكون هناك عسل كاف ممزوج بالطلع , اذ أن حمض الغلوكونيك في العسل يقوم بالعمل دون أن يتخمر حمض اللاكتيك ويقوم حمض اللاكتيك بشكل بطيء بتخريب القيمه الغذائيه للطلع , لذلك لايعتبر الطلع غذاء جيدا خلال الشتاء , لكنه سيفسد بسرعه اكبر بدون هذه الحمايه 0
يملآء النحل النخاريب الحاويه عليه حتى 80% فقط من سعتها , ولن تجد مطلقا نخروبا ممتلئا بالطلع حتى حافته العليا 0
فاذا كان هذا الطلع سيستهلك حالا , تركت النخاريب مفتوحه , واذا كان سيخزن لعدة اسابيع او شهور , يملآء باقي النخروب بالعسل ويختم , وهكذا تختم هذه النخاريب , ويعطي العسل للماده التي يختم النحل النخاريب بها حماية اضافية ضد مهاجمة الميكروبات 0

الغــذاء الملكـــي
تفرز هذه المادة من غدد رأسيه لشغالات النحل , وتوضع في نخاريب يرقات الشغالات الفتية , التي تتحرك بشكل دوراني في نخاريبها لتستهلك هذا الغذاء 0كذلك تغذي الملكات على الغذاء الملكي في الطور اليرقي , وتعتبر الغذاء الرئيسي للمكات البياضه 0
يحتوي الغذاء الملكي على بعض العسل , وربما على انزيم الغلوكوز أسيداز في العسل , وهكذا مايعطي الغذاء الملكي بعض الحمايه 0
لقد اكتشف ان الغذاء الملكي يحتوي على مضاد حيوي طبيعي ضعيف , وجد ان فعاليته تعادل 20-25 % من البينيسيلين في الاختبار المضاد للبكتيريا , وربما كان مصدر الماده هو نفس مصدر الغذاء الملكي 0
النظافــــــه
تقوم الشغالات الفتية ( نحل المنزل ) بشكل مستمر , بالتجول داخل الخليه , والبحث عن عمل تقوم به 0وبالاضافه الى النحلات المتعهدات , هناك شغالات تبحث عن المشاكل الاخرى , كالشقوق لتقوم بسدها 0 والحشرات المهاجمه مثل فراشة الشمع وعث الطلع , لاخراجها من الخليه , وأي شيء اخر غير طبيعي 0 تزيل هذه النحلات أي بقايا تجدها في الخليه , وتحملها أو تجرها خارجا 0
من المهم ادخال قطع صغيره من العشب والقش الى اعلى خلية المراقبه , ومراقبة السرعه التي تتم من خلالها ازالتها , وهذا مايستغرق عادة 30 دقيقه بعد ادخالها , لتراها ترمى من مدخل الخليه 0
الحـــــراره
نحل العسل من الحشرات القليله جدا التي تضبط درجة حرارة عش حضنتها , وهي بحدود 96 درجه فهرنهايت ( 5/35 د م ) وهذا مايسمح للنحل بان يربي نحله الفتي خلال مدة معنيه من الزمن , لكنها تعطي حمايه ايضا للحضنه وللنحل البالغ 0
يتم توليد الحراره من اليرقات الناميه المكتنزه , ومن النحل البالغ الذي يستطيع توليدها من عضلاته 0
فاذا انخفضت درجة الحراره خارج الخليه في بعض الفصول , تختزن الحراره في عش الحضنه عن طريق تعنقد ( تكور ) النحل حول العش 0
يأخذ النحل المتعنقد شكل الكره حول الحضنه , ويحفظ معظم الحراره من التسرب , فاذا انخفضت درجة حرارة العش عن 96 درجه فهرنهايت , قد تتمكن البكتيريا والفطريات والميكروبات الاخرى من اصابة بعض الحضنه فمثلا , ان مايقود الى مرض تكلس الحضنه ناتج عن برد الحضنه ومنطقة العش , وكذلك النوزيما الذي يصيب النحل البالغ 0 من الواضح ان درجة الحراره 96 فهرنهايت تهاجم الكثير من الميكروبات التي تزدهر في درجات الحراره الاخفض0
وقد نستطيع مقارنة الاثر بصحتنا , وحقيقة , ان احدنا , اذا ماتعرض ال c., غالبا مايصاب بالرشح 0
ان العديد من الميكروبات التي لها تأثير معاكس على النباتات والحيوانات , تبقى متأهبة ومنتظره للظروف المواتية لها للتطور, ان سبب كون نخاريب الاقراص سداسيه هو انه الشكل الافضل لاستغلال المكان , والطريقه الافضل للمحافظه على رعاية الحضنه في اقل مكان مناسب كما يساعد النحل على ضبظ درجة الحراره في C رعاية الحضنه 0
بالمقابل , فان النخاريب المربعه او المستديره تترك فراغات بينها , وهذا مايجعل مسألة ضبط الحراره أمرا اكثر صعوبه 0 وان حقيقة بناء النخاريب من الوجهين ( ظهرا لظهر ) تدعم القرص0

اللســـــع
لشغالات نحل العسل ألات لسع عارية , تبقى في الضحيه بعد اللسع , وتنتج رائحة التحذير غدد مرتبطه بالة اللسع , وهذا مايجعل العدو موسوما أين ماهرب 0 ولسوء الحظ , تفقد النحله اللاسعه عادة آلة اللسع في عملية اللسع , وينتج عن ذلك جرح , وتفقد النحله منها دمها , وهذا مايؤدي بها الى الموت 0 فالنحل والحشرات الاخرى لاتمتلك الصفيحات في دمها , تلك التي تقوم باغلاق الجرح في الانسان فاللسع آالية دفاع ملاحظة وفعالة , الى حد ان عدد النحلات التي تحرس المدخل لاتزيد عن 25 نحلة حتى في طائفة يبلغ تعدادها 50000 ألف نحله , وغالبية النحل يقوم بتخزين العسل والطلع , وبالطبع 0 يستطيع النحل الحارس افراز رائحه منبهه لطلب العون , وهي الطريقه التي تنذر النحل في الخليه بأن الخطر كبير 0
العـــش
تشير المعلومات لدينا الى ان 20% فقط من الطرود التي تغادر الخليه تبقى حيه خلال الشتاء الاول 0 فبعضها لايجد الوقت الضروري لبناء قرص ورعاية الحضنه , وجمع الطعام اللازم للشتاء 0 وكثير من هذه الطرود يخفق في البقاء لان الاماكن التي اختارها شديدة الرياح , او شديدة الظل او الرطوبه , او انها كبيره جدا او صغيره جدا وتشير معلوماتنا ايضا الى ان العش الذي يكون حجمه مماثلا لحجم صندوق خليه لانكستروث (10 أطر ) مثالي 0
فاذا كان للعش مدخل واحد في الاسفل , اصبح من السهل حمايته والعش الذي يرتفع عن الارض خمسة اقدام (150 سم) او اكثر يبدو افضل لبقاء الطرد على قيد الحياة , من مكان اخر قريب من الارض 0
ملحص لنحل العسل نظام ممتاز للتحكم الفيزيائي والكيميائي يسمح له بمقاومة الهجوم الذييتعرض اليه من مجال واسع من الاعداء , وهذا النظام بعيد عن الكمال , والافات والمفترسات والامراض , مثل تلك التي تسبب مرضي تعفن الحضنه الامريكي والاوربي , وتكلس الحضنه وتكيس الحضنه , والقراد , والفئران , والطيور , والافاعي , والدببه من ضمنها 0
لكن , لايزال هذا النظام يحمي الخلايا , على الاقل , ضد بعض هذه المشاكل , وقد شوهد بعض الافاعي والدببه تهرب بسبب كثافة اللسع , على سبيل المثال لسنين عديده , كانت اقسام الزراعه التابعه للولايات اكثر اهتماما لمساعدة النحالين والمزارعين الاخرين 0 لذلك اصبح بعض الناس يمتهن الزراعه تدريجيا , وقد رأينا انحدارا في هذا الاهتمام 0 وكنتيجه لذلك , اصبح النحالون يعتمدون على انفسهم في مكافحة الافات والاعداء والامراض , مما يصيبه0
والمعرفه الجيد هلاليات ضبط تلك المشاكل ضروريه 0
ان خلايانا الحديثه مصنوعه من الخشب ذي السماكه 2 سم وتعطي النحل حمايه ضد نغيرات درجة الحراره المتطرفه 0 ولايزال اختيار الموقع الجيد للمنحل هاما , لانه يسمح للنحل باستخدام هذه الاليات الطبيعيه لحماية نفسها وطوائفها , خاصة في ضبط درجة الحراره 0 وقد ابدت الخبره ان المناحل التي تنحدر باتجاه الشرق او الجنوب تتعرض اكثر مما يمكن لاشعة الشمس , وبالقرب منها مصدر ماء طازج , ومحميه من الرياح بمصد طبيعي او اصطناعي , هي الافضل
عن bee culture – عدد اذار 1998
__________________
w.h_alhdydy@yahoo.com
ابو اياد الحديدي

التعديل الأخير تم بواسطة ابوفراس ; 21-11-2013 الساعة 11:31 PM.
وعدالله الحديدي غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس