عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2013   #1
عضو فعال في جمعية نحالي نينوى
 
الصورة الرمزية وعدالله الحديدي

من مشاركات العضو








 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
العمر: 67
المشاركات: 545
معدل تقييم المستوى: 13 وعدالله الحديدي is on a distinguished road
افتراضي الرحيق والغدد الرحيقيه

الرحيق والغدد الرحيقيه
الغدد الرحيقيه nectaries أى أنسجة افراز الرحيق nectariferous tissue قد توجد فى عدة أجزاء من الزهره بما فيها التخت receptacle والبتلات petals والسبلات sepals وقواعد خيوط الأسديه filaments وعضو التأنيث بالزهره (المتاع pistel), وهى ليست مجـرد صمامات غير فعاله ولكنها غدد افرازيه لها خصائصها وذات ميتابوليزم نشط حيث تقوم الغدد الرحيقيه بعمليـه فسيولجيه معقده لانتاج الرحيق وذلك بالمواد التى تتزود بها من عصارة اللحاء, كما أن النحل قد يقوم بامتصاص العصاره الحلوه من بعض أنواع ثمار الفاكهه زائدة النضج أو الثمار المجروحه وقد يجمع النحـل أيضاً عسل الندوه honeydew التى تقوم بافرازها بعض الحشرات مثل المن وبعض الحشرات القشريه, وإذا تصادف وجود منحل بالقرب من مصانع السكر والحلويات فإنه أيضاً يحاول جمع بعضاً منها.
ويتأثر افراز الرحيق بنضج الميسم stigma والأسديه stamens, كما يتأثر أيضاً غالباً بعمر الزهره وعادة ما يكون الافراز غزير فى اليوم الأول أو الأيام القليله الأولى من عمر الزهره, وفترة افراز الرحيق فى بعض الأنواع محدوده جداً.
ودرجة الحراره المبدئيه لافراز الرحيق تعتبر ضروريه كما أن درجة الحراره الأعلى والتى تسبب توقف افراز الرحيق أيضاً تختلف فى الأنواع المختلفه وتساعد فى تحديد الأماكن التى تزرع فيها المحاصيل المختلفه بصوره تجاريه.
وبصرف النظر عن درجة الحراره فإن افراز الرحيق يكون غزير فى الأيام المشمسه عن الأيام الغائمه. حيث يعكس ذلك حقيقة أن الرحيق عباره عن نواتج للتمثيل الضوئى والتى تتأئر بضوء الشمس.
كما أن نسبة الرطوبه فى التربه والضغط الجوى وحجم الغده الرحيقيه ووضع الزهره على النبات قد تؤثر أيضاً فى كمية الرحيق المفروز.
ويتكون رحيق الأزهار بشكل عام وفى المتوسط من حوالى 60% ماء و 35: 40% سكر سكروز sucrose . والذى يتم تحوله بفعل انزيم الانفرتيز invertase والذى تفرزه النحله الى سكرين أحاديين هما الجلوكوز glucose ( أو الذى يسمى Dextrose دكستروز أو سكر العنب), والثانى هو الفركتوز (أوالذى يسمى Levulose الليفيولوز أو سكر الفاكهه), وتزيد نسب تواجد الفركتوز عن الجلوكوز, وهذان السكران هما السكرات الأساسيه التى يتكون منها العسل.
والسكريات الأخرى التى توجد فى الرحيق الذى تحول إلى عسل بفعل الانفرتيز تكون عباره عن كميات قليله من السكروز واثنى عشر من السكريات المعقده الأخرى (المالتوز maltose و الرافينوز raffinose والميليبيوز melibiose و التريهالوز trehalose و الميليزيتوز melezitose ).
ويختلف المحتوى المائى فى الرحيق اختلافاً كبيراً باختلاف النبات فمثلاً رحيق أزهار الكمثرى pear يحتوى على كميه قليله من السكريات حوالى 15% لذلك فإن النحل قليل الانجذاب اليها ويسبب ذلك صعوبه فى تلقيح هذه الأزهار حيث يتم وضع حوالى 5 طوائف أو أكثر لكل هكتار لضمان إتمام التلقيح. وكثير من النباتات يحتوى رحيقها على 40: 50% سكر, ولذلك فإنها تكون جذابه جداً لنحل العسل.
وعلى هذا الأساس فإن الرحيق بالإضافه إلى الماء الذى يحتويه فإنه يحتوى فى معظمه على سكر وكذلك على كميات صغيره من مواد أخرى تكسبه النكهه الخاصه التى تدل على المصدر الذى أتى منه العسل. وتشتمل هذه المواد على الأحماض العضويه Organic acids و الزيوت الطياره volatile oils و السكريات العديده Polysaccharides و البروتينات Proteins و الإنزيمات enzymes و الألكالويدات Alkaloids .
والثلاث سكريات الأساسيه فى الرحيق هى السكروز والفركتوز و الجلوكوز, أما السكريات الموجوده بنسب قليله فهى (المالتوز maltose والرافينوز raffinose والميليبيوز melibiose والتريهالوز trehalose و الميليزيتوز melezitose).
وتوجد شواذ بالنسبه لنسب السكريات الموجوده بالرحيق فمثلاً أزهار نبات الحندقون يحتوى رحيقها على نسب شبه متساويه من السكريات الثلاثه حيث يوجد به 36% سكروز، 27% جلوكوز و، 2% فركتوز, وذلك من مجموع المواد الصلبة الكليه بالرحيق..
وطبقاً ً لـFree سنة 1970 فإن أقصى ما تستطيع حمله النحله من رحيق فى معدة العسل بها يكون حوالى 70 مليجرام ولكن متوسط ما تحمله يتراوح ما بين 20- 40 ملليجرام حيت يعتمد ذلك على مدى جاذبية الرحيق للنحله ودرجة الحراره وخبرة النحله فى جمع الرحيق وشدة موسم الفيض, وعندما يصل تركيز السكر فى الرحيق إلى أقل من مستوى معين تم تقديره بـ 20% فإن كمية الطاقه التى يحتاجها لتبخير المحتوى المائى للرحيق عند تحويله الى عسل تجعل عملية جمعه ليست اقتصاديه. حيث يقوم النحل بجمع الرحيق الأعلى فـى تركيز السكر بسرعه, لذلك فـإن تركيز السكر فى الرحيق يعتبر عامل مؤثر فى جاذبية الرحيق للنحله.
وتختلف سلالات النوع النباتى الواحد فى تركيز السكر فى رحيق أزهارها, حتى أن الزهره الواحده قد تتذبذب نسب السكر فى رحيقها كنتيجة لتعرضها للرياح والأمطار والتغيرات فى درجة الحراره والرطوبه النسبيه, لذلك فإن جاذبية أزهار نوع معين من النباتات قد تختلف تبعاً لاختلاف الوقت فى اليوم الواحد وكذلك تبعاً للأطوار المختلفة التزهير وكذلك تبعاً لعمر الزهره.
وقد وجد أن نحل العسل يكيف نفسه على وقت معين خلال اليوم يتم فيه إنتاج الرحيق فيما يخص نوع نباتى معين حيث يقوم بزيارته فى هذا التوقيت من اليوم ويمضى بقية اليوم فـى الخليه, حيث أنه عندما يقترب هذا الميعاد اليومى والذى يتوافر فيه الرحيق فان النحل يحتشد قرب مدخل الخليه استعداداً للقيام بزيارة الأزهار.
وقد وجد أن الرحيق الذى يجمعه نحل العسل ينقص تركيز السكر فيه بمقدار 1% عندما تكون الشغالات فى طريقها للخليه وتفسير ذلك أن الشغاله تقوم بتخفيف الرحيق باللعاب ويظهر تأثير التخفيف كلما زاد تركيز السكر فى الرحيق.
كما وجد أن زيارة النحله أو أى حشره تجمع الرحيق للزهره قد تزيد من إفراز الرحيق, حيث وجد أن الأزهار التى أزيل منها الرحيق 3 مرات فى اليوم أنتجت سكر أكثر من الأزهار التى أزيل منها الرحيق مره واحده فى اليوم, هذا والنحل الجامع للرحيق يكون مرتبطاً بنوع نبات معين أكثر من النحل الجامع لحبوب اللقاح لأن التزود بالرحيق من الزهره يشبه التزود بالوقود على فترات.
وقد اختلف كثير من الباحثين فى تحديد وقت ومعدل انتاج الرحيق ونسبة السكر فيه وكمثال على ذلك فإن Meyerhoff سنة 1958 وجد أن إنتاج الرحيق يكون عالى فى الصباح وينخفض فى منتصف اليوم ويصبح عالى مرة أخرى وقت العصر, فى حين أن Radchenko سنة 1964 أوضح أن معدل إفراز الرحيق والمحتوى السكرى يزداد كلما اتجهنا الى نهاية اليوم, وأن Maksymiuk سنة 1958 بين أن أزهار اللفت Rape أعطت كميه من الرحيق متوسطها 9.3 ملليجرام لكل زهره بمحتوى سكرى قدره 32% فى سنة 1956 فى حين أنه فى سنة 1957 كـان متوسط إنتاجها من الرحيق 11.7 ملليجرام بمحتوى سكرى قدره 39% وأن الأزهار التى أزيل عنها الرحيق ثلاث مرات فى اليوم بدلاً من مره واحده أعطت إنتاج رحيق متوسطه 26.7 ملليجرام بمحتوى سكرى 35%.
وقد أوضح Shaw وزملاءه سنة 1954 أنه فى خلال النهار فإن النحل الذى يزور البرسيم الأبيض (Trifolium repens) white clover أن 52% منه يجمع رحيق فقط و 8% يجمع حبوب لقاح فقط فى حين 28% يجمع رحيق وحبوب لقاح معاً وأن 12% لم تجمع شئ عند فحصها. فى حين أن Weaver سنة 1965 أوضح أن النحل الجامع للرحيق وحبوب اللقاح فى نفس الوقت كانت متوسط حمولته من حبوب اللقاح 5.2 ملليجرام ومتوسط حمولته من الرحيق 37.3 ملليجرام فى حين أن النحل الذى جمع رحيق فقط كانت متوسط حمولتـه 37.9 مليجرام, كما أوضح Show سنة 1953 و Montgomery سنة 1958 أن متوسط تركيز السكر فى رحيق البرسيم الأبيض يتراوح من 37- 44%.
أيضاً بين Weaver سنة 1965 أن زهرة البرسيم الأبيض تحتوى على 0.02 الى 0.08 ميكروليتر من الرحيق بتركيز سكرى من 42-65%, كما بين أن نحل العسل يزور حوالى 18: 19 زهره فى الدقيقه. وحسب على أساس أن الزهره تحتوى على 0.8 ميكروليتر رحيق أن النحله تحتاج الى 26 دقيقه لجمع حموله متوسطه من الرحيق.
وقد قدم Howard وزملاءه سنة 1916 وصف رائع لطريقة زيارة نحله لزهرة الـ Brassica juncea (الخردل) حيث ذكر أنه عندما تحط النحله على الزهره فإنها تدفـع لسانها بين الأسديه الطويله والقصيره لتصل إلى الغده الرحيقيه على الجانب القريب منها وأثناء آدائها لذلك فإنها تلمس متك الأسديه القصيره وعندئذ تمر فوق قمة الزهره لتصل إلى غده رحيقيه داخليه أخرى وبينما تندفع لأسفل بين الأسديه القصيره والطويله فإنها تلمس الميسم بصدرها المغطى بحبوب اللقاح.
ويمكن حساب كمية العسل المتوقعه من مساحه معينه والتى تسمى بالـ honey potential وذلك كما يلى:
كمية العسل المتوقعه= كمية الرحيق الذى تنتجـه الزهره فى اليوم* متوسط عدد الأزهار على النبات* عدد النباتات المنزرع * متوسط عدد أيام الأزهار, والقيمه الناتجه تضرب فى 0.70 حيث أن النحل يستهلك تقريباً حوالى 30% مما يجمعه فى نشاط الطيران.
مثال:نبات عباد الشمس تنتج الزهره فى السلالات المختلفة كميه تتراوح من 0.4 – 0.6 ملليجرام رحيق فى اليوم بتركيز سكرى يتراوح بين 48: 57%, ويحمل النبات فى الرأس الواحده مـن 1000 : 2000 زهرة فقد قام كل من Mitchener سنة 1950و Burnistor سنة 1965 فى كل من الولايات المتحده وروسيا بتقدير كمية محصول العسل من هكتار مزهر بعباد الشمس بحوالى 47 كيلوجرام عسل فى 15 يوم إزهار من أواخر أغسطس إلى أوائل سبتمبر.
__________________
w.h_alhdydy@yahoo.com
ابو اياد الحديدي
وعدالله الحديدي غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس