عسل النحل يعزز من دخل المزارعين الأفغان

عسل النحل يعزز من دخل المزارعين الأفغان

*

قاعدة باغرام الجوية - أفغانستان/ 15 أيلول 2009
تم تزويد 450 عائلة منتشرة في جميع أنحاء ولاية بنجشير الأفغانية بالأدوات اللازمة لإنتاج العسل. ولقد خضعت هذه العائلات للتدريب المناسب بهدف تشغيل و إدارة الأعمال التجارية الخاصة بهم و المتعلقة بإنتاج العسل و ذلك في محاولة لزيادة الطاقة الإنتاجية الزراعية و تعزيز القدرة الاقتصادية.

أما هذا البرنامج فترعاه وزارة الزراعة التابعة للولاية و لقد بدأ العمل به في شهر تموز من عام 2008 حيث تم تسليم 900 خلية نحل لانتاج العسل القابل للنزع من قفير النحل أو غرف الَضْنَة أو المَفْقسَة مع تواجد ملكة نحل و مستعمرة نحل التي هي في طور التكوين في كل صندوق من هذه الصناديق الموزعة على النحالين. ففي البداية تقوم مستعمرات النحل و التي هي في طور التكوين بإنتاج عسل يكفيها فقط من أجل البقاء، و لكن هذه المستعمرات تستمر في النمو و من ثم تبدأ بإنتاج كميات زائدة من العسل يمكن حصادها. إن هذا التطور الطبيعي يتطلب "حاجز لعزل" الملكة و صندوق"قفير علوي عميق" قابل للنزع من قفير النحل و المزيد من التدريب لمربي النحل.

و قال جريج شلينز و هو ممثل وزارة الزراعة الأمريكية لفريق إعادة إعمار الولاية "إن القفيرات العلوية العميقة هي التي يقوم النحل بتخزين العسل الزائد فيها و هذا مما سيسمح للملكة مساحة متزايدة للمستعمرة و ذلك لمنعهم من الاحتشاد في مكان آخر." و أضاف معلقاً "إن التدريب هو ضروري لضمان فهم ما يجري في مجال تطوّر مستعمرة النحل و استخدام الموارد التي تم الحصول عليه". و يقول السكان المحليون بأنهم لا يتذكرون إطلاقاً أي تواجد لنحل العسل بأعداد كبيرة في الولاية. و قال عبد الله شاه و هو من سكان الوادي مدى الحياة إنه كانت هناك بعض خلايا نحل العسل قبل وصول الفريق و لكنه لا يعرف ما حدث لهم. اما السيد شاه فقد ذكر الاتي: "أنا أتذكر رؤية خلايا النحل و لكن كان المزراعين ببيعون العسل في مديرية دارة قبل حوالي خمس سنوات, و لكني لا أتذكر رؤيتهم في أي مكان آخر في بنجشير، حتى منذ طفولتي" يشكل النحل عنصراً حيوياً في عملية التلقيح و هي العملية التي ينقل من خلالها الخلايا الذكرية لنبتة ما إلى الخلايا الأنثوية لبنتة أخرى أي و بعبارة أخرى نقل حبيبات اللقاح للميسم و هذا مما يسمح بحدوث عملية التلقيح. إن هذه العملية ضرورية في مجال الزراعة و ذلك لأن 80 في المئة من النباتات يتم تخصيبها من خلال تفاعُلها مع الحيوان. أما بدون عملية التخصيب فإنه ليس بإمكان النباتات أن تؤتي ثمارها أو حتى أن تتكاثر. وقد أفاد السيد شلينز "إن عملية التلقيح هي السبب الأساسي لجلب النحل للمحافظة. أما السبب الثانوي فهو إنتاج العسل". أما خلية النحل الواحدة فيمكنها أن تلقح النباتات الموجودة ضمن دائرة نصف قطرها ثلاثة أميال و أن تنتج أكثر من ستة أرطال من العسل الذي يمكن جنيه في السنة. أما في ولاية بنجشير فإن سعر العسل يتراوح بين 300 و بين 1000 أفغاني للكيلوغرام الواحد أي حوالي 6 دولارات أمريكية للرطل الواحد. و بعبارات أخرى فإن الخلية الواحدة من خلايا النحل تنتج ما قيمته حوالي 42 دولار أمريكي في السنة و هذا يشكل إيراد إضافي ضخم لدخل المزارع الأفغاني العادي و البالغ حوالي 400 دولار في السنة.

عبد الله هو مزارع في مديرية خنج التابعة للولاية و هو أحد المشاركين في مشروع تربية النحل. أما مزرعته فلقد نمت من خليتين اثنتين إلى خمس خلايا نحل و ذلك في خلال موسم واحد فقط و قد تمكن في الآونة الأخيرة من جني حوالي 18 رطلاً من العسل. و قال عبد الله "لقد كان هذا أمراً جيداً بالنسبة لأسرتي. لدي العسل لعائلتي و النحل زاد من عملية التلقيح في حقولي".

المستفيدون الأوائل من مزارع النحل و التي هي في طور التكوين كانوا يُختارون من قبل المدير الزراعي لولاية بنجشير و ذلك من خلال المشاورات التي كانت تتم خلال اجتماعات مجلس المجتمع المحلي. أما الذين وقع عليهم الاختيار فعليهم أن يلتزموا بمعايير صارمة و أن يحضروا أربعة أسابيع من دورة تدريبة شملت مواضيع في مجال علم الأحياء و الأنواع الأحيائية و التعرف عليها و طرق التربية و العناية و الصيانة و التلقيح و الإنتاج و الحصاد و المهارات الأساسية لإدراة الأعمال و التسويق.
إن هذا المشروع لم يعم بالفائدة على النظام الإيكولوجي فحسب و لكنه أيضاً يبني القدرات من خلال التعاون. هناك آلتان اثنتان لاستخلاص النحل لكل مديرية من مديريات ولاية بنجشير السبعة حيث أنه على النحالين ضرورة المشاركة في استخدام المعدات. و من خلال هذه العملية يقوم النحالون بتبادل الخبرات و المعرفة و المعلومات. و قال السيد شلينز "إن هذا لموقف كل طرف فيه يستفيد و لكن ليس على حساب أي طرف آخر. إننا نشهد زيادة في كميات الفواكه و الخضروات و الزهور البرية و البرسيم و الفِصّة و غير ذلك من الناباتات". و أضاف "و ثانياً فإن المزارعين يحصلون على دخل إضافي من النحل لم يخطر ببالهم بأنهم سيحصلون عليه يوماً ما".


http://www.centcom.mil/ar/news/afgha...with-bees.html