الكويت/قيمة ما تستورده فقط بخلاف ما تستهلكه من إنتاجها الكويت تأكل عسلاً بــ 6 ملايين

قيمة ما تستورده فقط بخلاف ما تستهلكه من إنتاجها
الكويت تأكل عسلاً بــ 6 ملايين دينار سنوياً!




بدأت تربية نحل العسل في الكويت في سبعينات القرن الماضي على سبيل الهواية من قبل بعض المواطنين.
لكن الاهتمام بتربية النحل راح يزداد ويتوسع بصورة علمية واقتصادية منذ بداية الثمانينات بعد انشاء الهيئة العامة للزراعة التي راحت تقدم الى جانب النادي العلمي الكويتي دورات تدريبية في تربية نحل العسل ليتخطى الامر حدود الهواية وتصبح تربية نحل العسل من المشاريع المربحة التي يحرص كثيرون على تنفيذها اليوم.
ويبلغ متوسط استهلاك الفرد للعسل في الكويت نحو 2 كيلوغرام سنويا، فيما تشير المعلومات الى ان الكويت سنويا تستورد اكثر من 5 اطنان من العسل بقيمة اجمالية وصلت الى 6،4 ملايين دينار في عام 2007. وعرف العسل كغذاء للانسان منذ اقدم العصور، فقد وجد ما يدل على معرفة المصريين به في الحضارة الفرعونية، كما يحظى بمكانة مقدسة، حيث ذكر في الكتب السماوية كما سميت احدى سور القرآن بسورة النحل. حول تاريخ العسل ومكانته وتربية النحل في الكويت التقت «القبس» مربي النحل المهندس بهاء بطرس تادرس الذي يعمل في تربية النحل في البلاد منذ 16 سنة.

يقول تادرس: عرف النحل والعسل في مصر قبل 3000 سنة قبل الميلاد، وهناك آثار فرعونية تثبت ان مصر موطن النحل، وعثر على جثث مغطاة ومغمورة بالعسل، كما استخدم العسل في التحنيط عند الفراعنة، وكانت وجباتهم اليومية لا تخلو منه، فالقدماء في مصر نقلوه الى مقدونيا والى اوروبا، خاصة اليونان، وبعد ذلك عرفت الشعوب قيمة العسل، والكتب السماوية ذكرت النحل وشرابه وفوائده، والانبياء عليهم السلام في احاديثهم ذكروا «نعم الشراب العسل»، ومن لعق من العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم البلاء (والغدوة: اول النهار).

انتشار محلي
تادرس المتخرج في معهد زراعي واشرق على معظم مزارع تربية النحل في البلاد يقول: انتشر النحل في الكويت بعد تحريرها من الغزو العراقي، فاصبحت الكويت من الاماكن المهمة في تربية النحل، ويقدم كل من النادي العلمي الكويتي وهيئة الزراعة دورات علمية للراغبين حول افضل الوسائل والسبل لتربية النحل، وقد اصبح المربون الكويتيون من النحالين المتمكنين في التربية والانتاج والتكاثر.
ويتابع تادرس: بعد هذه السنوات اصبحت مزارع الكويت وحدائقها موطنا للعسل، خاصة في شهري سبتمبر ومارس اي الربيع والخريف، وهو موسم بداية تربية النحل، والكويت تستورد حوالي 6000 طرد، وكل طرد فيه 30000 نحلة تعتبر «نواة الخلية»، وفي كل خلية ملكة واحدة، والمتعارف في عالم النحل ان استيراد الخلايا يضم 6 لوحات من الشمع وتستورد عادة من مصر.
وذكر ان العسل في الكويت نجح بسبب وجود الزهور في موسم الربيع مثل: النوير، واشجار الكينا والبرسيم (الجت) الذي يعتبر من الاعشاب والنباتات الرئيسية في مزارع الوفرة والعبدلي، اما في فصل الخريف فالنحلة تعتمد على اشجار السدر فتمتص رحيقها من هذه الزهور والاشجار.

صناعة العسل
وحسب تادرس: تنطلق النحلة النشيطة العاملة من وكرها بين الاشجار والصخور مع زميلاتها برحلات بين الازهار والاشجار، وهناك تبادل بينهما اي اخذ وعطاء، بمعنى ان النحلة تأخذ الرحيق من الزهرة وتعطيها عملية التلقيح.
وتقوم النحلة تقريبا بما بين خمسين الى سبعين رحلة، وتجمع حوالي عشرة غرامات في اليوم من العسل من خلال زيارة ما بين 500 الى 1000 زهرة.
وأنثى النحل- حسب تادرس- عقيمة لا تلد ولا تبيض، فالملكة هي التي تفرخ، أي تبيض، حوالي 1500 بيضة في اليوم، والملكة تُلقح مرة واحدة في العمر من ذكرها الذي يموت بعد ذلك. والمؤكد ان الملكة هي أهم فرد في الخلية أو المملكة، اما الشغالة فدورها ان تجمع العسل والماء وتهتم بالنظافة، وتدافع عن الخلية من أي نحلة غريبة إذا أرادت الدخول أو الهجوم.

التعاون
ويصف تادرس تعاون النحل بأنه لا مثيل له، فالنحل مجتمع متعاون ولا يعرف العمل الفردي أبدا، خصوصا عندما يطل فصل الربيع فتسمع طنيناً خافتا، وهذا دليل على وقت العمل، حيث تنطلق النحلة وتزور الحقول، وعند عودتها تخبر اخواتها برقصات وتحليقات خاصة عن خير الأزهار، فتطير النحلات بالمئات. وحياة النحلة ليست لهوا ولعبا، فهي لا تعرف الراحة، فتزور الأزهار كي تحقق المحصول، وجميع النحلات متبصرة بالعواقب، تدخر في أيام الوفرة والسعة لأيام الجدب والضيق، ولولا ذلك لماتت من الجوع.
ووفق تادرس، فإن النحلة تحمل اللقاح في جيوب تسمى «حقائب» وتفرغها في الخلية داخل العيون السداسية بمساعدة زميلاتها. وكما يقال، فإن التعاون بين النحل لملء قرص واحد بالعسل يقتضي قطع مسافة تزيد على عشرين مليون كلم خلال أربعين ألف رحلة ذهابا وإيابا، وبتعاون 300 نحلة وبأربعين ألف سفرة نحصل على كيلو واحد من العسل.

العسل الطبيعي
وعن الصافي من العسل قال تادروس: تكون الخلايا صافية لا يضاف لها غذاء صناعي وهو السكر، ولا يمكن ان يعرف المغشوش من العسل، الا أصحاب النحل أنفسهم، والعسل المغشوش يضر بالصحة، وقد بدأ الكويتي يهتم بنفسه بتربية النحل في أرضه، كما اهتم بزراعة النخيل ويأكل البلح والتمر من منزله ومزرعته، والغش صعب اكتشافه، وللعلم فإن العسل الأبيض الفاتح هو من البرسيم (جت)، والذهبي من فصل الربيع، والغامق من السدر.

الشهد
قال تادرس ان الشهد هو جمع ش.هَاد، وهو العسل ما دام لم يعصر من شمعه وان غذاء ملكة النحل يطلق عليه «الشهد الملوكي»، موضحا ان الشهد هو الافراز الغددي الذي تخرجه صغيرات النحل من ريقها، وتغذي به ملكة النحل، وهو غذاء عجيب يجعل الملكة تعيش ستة أعوام، بينما النحلة العادية لا تعيش أكثر من بضعة أشهر، والظروف الجوية لها دور كبير في المعيشة والحياة. وفي الكويت بجوها الحار يقل عمر الخلية والنحلة والملكة. ويؤكد تادرس ان الشهد يساعد في علاج الضعف والشيخوخة، وتصلب الشرايين، والتعب، وفقر الدم، مؤكدا أن أسرار «الشهد» لم تكشف بعد.
سم النحل
وبحسب المهندس تادرس، فإن سم النحل يسمى «القرص» أو «اللدغ»، فهو سائل يخرج من بطون النحل، سم يلسع ليدافع به عن نفسه، وهذا السم فيه شفاء للروماتيزم والأعصاب، وعرق النسا، فالتجارب والنتائج مشجعة، فكثير من الأطباء عالجوا الأورام بلسعة النحلة، وحتى في الكويت هناك من يعالج بلسعة النحل.

لا يفسد

اعتبر تادرس ان تبلور العسل وتحوله الى التجميد ظاهرة طبيعية فيه، وقال ان العسل الطبيعي لا يفسد ولا يتعفن اذا كان في وعاء مفتوح.
عسل الربيع أفضل
أشار تادرس الى ان العسل الذي ينتجه النحل في الربيع اجود وأزكى من العسل الصيفي لان النحل يكون قد اصيب بالتعب والكسل.

مرتان سنويا
قال المهندس بهاء تادرس ان الحصول على العسل يحدث مرتين في العام الواحد، وذلك خلال شهري يونيو ونوفمبر.

العسل الأسود
ميز المهندس تادرس بين عسل النحل والعسل الاسود موضحا ان الاخير لا علاقة له بعسل النحل، فهو من سكر القصب، ويصنع ويغلى عصير القصب الطازج على النار، واهل الصعيد في مصر هم اهل الاختصاص به، فهو غذاء كله حديد، وغني بالاملاح خاصة الكالسيوم، وهو مفيد لفقر الدم، وسهل الهضم، ويضاف مع المأكولات عوضا عن السكر الابيض.

العسل في اللغة
تحدث تادرس عن معاني وصفات العسل في اللغة العربية قائلا:
- العسل تعني: الصافي
- الشهد: العسل المختلط ما دام لم يعصر من شمعه- الضَّرب: العسل الأبيض الغليظ.
- الذَّوب: العسل الخالص من أي شائبة.
- الأرْي: عمل النحل وصنع العسل من النحل نفسه واخراجه
- رحيق: اي الصافي والخالص من منتوج النحل.
وتجمع كلمة «العسل» على: أعْسال - عُسُل - عُسْل - عُسُول - عُسْلان.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=14102009

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .