ملكة النحل تعمر مئة ضعف عمر بقية أفراد الخلية

ملكة النحل تعمر مئة ضعف عمر بقية أفراد الخلية

دمشق-سانا
يعد الغذاء الملكي للنحل أحد أهم منتجات الخلية تفرزه الشغالات الصغيرات بعد اليوم السادس من إكتمال نموها وتستمر بإنتاجه بكثافة حتى اليوم الثاني عشر من عمرها لتطعم به الملكة واليرقات خلال الأيام الثلاثة الأولى من عمرها وإذا استمرت تغذيتها عليه طيلة الطور اليرقي والبالغ ستة أيام ستتطور اليرقة إلى ملكة مخصبة لكن في حال استكملت تغذيتها بعد الأيام الثلاثة الأولى بحبوب اللقاح المعجونة بالعسل "خبز النحل" فستتطور اليرقة إلى شغالة عقيمة.
ويقول الدكتور نزار حداد الخبير الغذائي إن أهمية الغذاء الملكي تأتي من كون الملكة تتغذى عليه طيلة حياتها ما يجعلها تعمر مئة ضعف عمر بقية أفراد الخلية مشيرا إلى أن الدراسات تبين أن كمية الغذاء الملكي التي تحتاج اليها اليرقة العاملة في الايام الثلاثة الأولى من تطورها كيرقة هي ثمانية ملغرامات أما يرقات الذكور فتحتاج إلى عشرة ملغرامات في حين تحتاج يرقة الملكة إلى مئتين وخمسين ملغراما في الأيام الستة التي تقضيها في طور اليرقة.
وأوضح حداد أن الملكة يمكن ان تعيش ما بين 4 إلى 5 سنوات بينما النحلات العاملات يمكن ان تعمر في الصيف لغاية ستة أسابيع وفي الشتاء لغاية ثلاثة أشهر ونتيجة تغذية الملكة على الغذاء الملكي تصبح قوية وتستطيع إنتاج 2000 بيضة يوميا لافتا إلى أن النحلة الملكة تكون أطول بنسبة 45 بالمئة وأثقل بنسبة 60 بالمئة من النحلة العاملة.
من جهته بين الباحث محمد بن عبدو قهوه جي أن التركيب الكيميائي للغذاء الملكي لم يعرف بالكامل فهناك نسبة تقدر بـ 8ر2 بالمئة من مكوناته غير معروفة حتى الآن و 2ر97 بالمئة المتبقية يشكل الماء فيها 66 بالمئة وتشكل البروتينات 4ر12 بالمئة و المواد الكربوهيدراتية 5ر12 بالمئة
والدهون 5ر5 و 8ر0 رماد وهي عبارة عن أملاح معدنية وعناصر صغرى بكميات ضئيلة لافتا إلى أن تركيب الغذاء الملكي يختلف تبعا لنوع اليرقة المعطى لها وعمرها فالشغالات الفتية جدا تستقبل غذاء ملكيا خاصا غنيا بالبروتين يحتوي على كمية كبيرة من غبار الطلع تمكننا من تحديد منطقة إنتاج الغذاء الملكي والفصل الذي أنتجت فيه.
وقال إن الغذاء الملكي تزيد كميته عما هو في الخميرة بستة أضعاف ويحتوي على فيتامين ي الخاص بالنضج الجنسي لكنه فقير بالفيتامينات أ و دي و سي و كاف موضحا أن الغذاء الملكي المنتج من خلايا مغذاة على مواد بديلة لحبوب الطلع والعسل يحتوي فيتامينات بنسبة أقل من مثيله المنتج من خلايا مغذاة على عسل وحبوب عسل طبيعية إضافة إلى أن الغذاء الملكي يحتوي أكثر من 17 حمضا أمينيا و 8ر0 بالمئة من العناصرالمعدنية مثل الكالسيوم والنحاس والحديد والفوسفور والبوتاسيوم والسيليسيوم والكبريت وهذه العناصر تلعب دورا هاما في التفاعلات الحيوية في الخلية إضافة إلى احتوائه على مركبات فوسفورية.
وأضاف الباحث أن الحمض النووي دي ان أي الذي يمثل المادة الوراثية في الخلية تم اكتشافه حديثا لكن وجوده غير مؤكد ويحتوي معادن وله خواص مانعة لنمو البكتيريا تعود لاحتوائه على مركبات حموض هايدروكسيد كاينوك ومضادات مانعة للنمو إضافة إلى احتوائه مواد أخرى غير معروفة فيما تتراوح نسبة السكريات فيه بين 8 و12 بالمئة وتتضمن كميات متساوية من الفركتوز والغلوكوز وقليلا من السكروز وبدرجة أقل من المالتوز والإيزوملتوز.
ولفت قهوه جي إلى أن الأبحاث في فرنسا والولايات المتحدة بينت أنه يجب إنتاج الغذاء الملكي من خلايا قوية لأن النحل من الحشرات الاجتماعية ونشاطه مرتبط بشكل كبير بعدد من الشغالات المؤلفة للطرد إذ لايمكن إنتاجه ببضعة آلاف من الحشرات المنتشرة في خلية عادية وتشير الأبحاث إلى ضرورة توفر مجموعة شروط لإنتاج هذا الغذاء أهمها توفر كمية كبيرة من النحل أكثر من 25000 شغالة وكمية كبيرة من الشغالات المغذية صغيرة السن التي تتراوح أعمارها بين 6 و12 يوما وأن تكون الملكة خصبة وفتية وقوية وإمكانية استخدام خلايا متوسطة القوة لكن بعد تقويتها.
وبين أنه عند إنتاج الغذاء الملكي يجب القيام بالتغذية المنشطة لجعل الطوائف أكثر قوة ونشاطا والابتعاد عند التغذية عن المواد غير الطبيعية وخاصة السكر واستخدام العسل الطبيعي في تغذية هذه الخلايا على أن يكون خاليا من الأمراض وألايكون العسل مغليا أو مسخنا كي لايفقد قيمته الغذائية.
وفيما يخص التغذية البروتينية أكد الباحث أنه لا شيء يعادل حبوب اللقاح التي تجنيها الشغالات وتخزنها داخل أعين الإطارات بشرط ألا يتجاوز 2 إلى 3 إطارات في الخلية الواحدة لأنها تتعفن في المناطق الرطبة في أغلب الأحيان بالشتاء وضرورة اختيار الإطارات السليمة في فصل الربيع وتزود بها الخلايا المعدة لإنتاج الغذاء الملكي أو علب الطرود.
وفيما يخص بدائل حبوب الطلع رأى أن طحين فول الصويا المزال زيته وخميرة البيرة وطحين الشوفان يمكن أن تحل مكان حبوب الطلع بتأثيراتها الجيدة على نمو المبايض مبينا أن هناك سلالات من النحل غير قادرة على إنتاج الغذاء الملكي إذ وجد في فرنسا أن سلالات النحل الجنوبية تنتج في موطنها كمية أكبر من الغذاء من أي سلالة أخرى.
وأشارت الأبحاث إلى أن السلالة التيلينية المنتشرة شمال أفريقيا ذات قدرة عالية على إنتاجه كما أن جميع الطوائف في السلالة لا تتميز بنفس القوة أو القدرة على إنتاجه فهناك بعض الطوائف تستطيع بناء وتغذية عشرات البيوت الملكية بينما هناك طوائف ضعيفة الإنتاج.
ويرى الباحثون أن النحل مخلوق قديم ظهر على سطح الأرض منذ ظهور الإنسان عليها ودلت الحفريات على ذلك إذ وجدت مستحاثات أسلاف النحل محفوظة في مادة كهرمان البلطيق منذ 30 مليون عام كما رسم النحل على قبور وتوابيت ومزهريات المصريين القدماء ونقشت على الهياكل والمعابد وعلى الحلي ووجدت وثيقة فرعونية تحكي عن استخدام مضادات العسل.

http://www.sana.sy/ara/7/2011/11/08/380485.htm

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .