جهود لتطوير تقنيات التسلسل الوراثي في المحميات الطبيعية

جهود لتطوير تقنيات التسلسل الوراثي في المحميات الطبيعية

يعكف باحثون أميركيون اختصاصيون في مجال المحميات الطبيعية، على دراسة الحمض النووي الوراثي لأنواع من ملكات النحل السويدية، ذات القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية المختلفة.
وتُعد هذه الدراسة نموذجاً كلاسيكياً في العلوم الوراثية المرتبطة بالمحميات الطبيعية، من خلال استخدام الحمض النووي والشريط الوراثي الكامل في تحسين الأداء داخل تلك المحميات. يقول البروفسير فريد ألاندورف، الباحث في علوم الوراثة بجامعة مونتانا الأميركية: (توفر لنا دراسات الخريطة الجينية الوراثية المزيد من المعلومات، وتتيح لنا اتخاذ قرارات صعبة، انطلاقاً من نظرة أكثر وضوحاً).
وتقول مجلة (فوكس) البريطانية، في تقرير حديث لها، إنه على امتداد أكثر من عقدين من الزمان، ظلّ الباحثون في مجال الأحياء يستخدمون صفات الحمض النووي الشبيه بالشفرة في المساعدة على تحديد الكائنات الحية الدقيقة، من خلال الكشف عن الصحة واللياقة الوراثية لسلالة ما.
ويمكن الاستعانة بعلم الوراثة في الاستدلال على أحداث تاريخية مرت بها سلالة ما، مثل تعرض مملكة النحل قصير الشعر للاختناق في نيوزيلندا. وفي السنوات الأخيرة، فقد أفسح التقدم الذي تم إحرازه في معرفة استخدام طريقة التسلسل الجيني، المجال أمام تدفق البيانات إلى قاعدة البيانات الوراثية.
ومن الناحية النظرية، فإن هذه المصادر الشاسعة والمتميزة يمكن أن تكون أداة قوية بالنسبة للباحثين في مجال المحميات، إذ إنها تساعدهم على تقييم الجوانب الإيجابية والسلبية لتبني عملية تدخل معينة. تجدر الإشارة إلى أن البروفسير روبرت واين، أستاذ علم أحياء التطور في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس، كان أول من قام باستكشاف ما قد تعنيه هذه الثروة من البيانات بالنسبة للمحميات الطبيعية.
وأشارت (فوكس)، في تقريرها، إلى أنه حتى وقت قريب، فإن الباحثين أمثال البروفسير واين لم يمكنهم سوى اختبار الصحة الوراثية لمملكة حيوانية بعينها، وذلك من خلال تحليل ما يتم استبعاده أحياناً لكونه (حامضاً نووياً ملغى)، وهو عبارة عن التسلسلات المتكررة للحامض النووي التي لا تتضمن الجينات الحافظة للبروتينات.
والتي لا تزال وظيفتها غير معروفة. فالحمض النووي الملغى يسود على امتداد الشريط الوراثي وتصنيف كمية قليلة منه يمكن أن يوفر صورة منطقية حول التنوع الوراثي العام في المملكة الحيوانية، ما يُعتبر مقياساً للصحة الوراثية داخل تلك المملكة.
وأوضحت (فوكس) أن هناك بعض الأمثلة على أن تصنيف الحمض النووي الملغى قد أدى إلى استنتاجات خاطئة ذات تبعات كبيرة بالنسبة للمحميات، كما هي الحال بالنسبة لنوع من الثعالب النادرة التي تعيش في منطقة (تشانل أيلاندز) في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. ففي عقد الثمانينيات، لاحظ واين من منظور وراثي أن الثعالب من جزيرة سان نيكولاس كانت تشبه أنواعاً مستنسخة بشكل فريد.
ومن هنا فقد بدا أنه لا يوجد تنوع وراثي بين الأفراد، ما يشير إلى أن سلالة ثعلب سان نيكولاس كانت أصيلة على نحو خطير. ورغم ذلك، وبعد إجراء عملية تسلسل على الشريط الوراثي للكلب في عام 2004، تمكن واين من استخدام عملية التسلسل في اختبار الحمض النووي للثعلب، بغرض الاستفادة منها في عمليات تسلسل ذات أهمية في بقاء هذه الأنواع،.
والعثور على جزر تتمتع بتنوع وراثي مدهش محاطة بحزام من التسلسلات المتماثلة. ويبدو أن ثعالب جزر سان نيكولاس لم تكن في هذا الموقف الخطير في نهاية المطاف، بما يرجح أن التنوع الوراثي في تلك الجزر وغيرها من المواقع الرئيسة الأخرى، ربما تكون السبب الرئيس في بقاء هذه الحيوانات المعرضة للانقراض على المدى الطويل.
http://www.albayan.ae/five-senses/mi...3-31-1.1621390