سلوكيات النحل وعلاقتها بتركيبه وتكوينه

سلوكيات النحل وعلاقتها بتركيبه وتكوينه

إن المتتبع لتركيب النحل وأجزائه ، ونمط تكوينه وما يعهد له هذا التركيب والتكوين من سلوكيات - مطابقة لمضمون الكلمة "ذللاً" في قوله تعالى: سواء كان ذلك بالمشاهدة المجردة ، أو بالفحص المعملي... ليجد أن هناك علاقة وثيقة بين التركيب والسلوكيات تقوم على عدة شواهد تثبت الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.
ومما يظهر إعجاز القرآن الكريم العلمي ما تضمنه من حقائق علمية
إن هذه الحقائق المعروفة بتفاصيلها العلمية المتوفرة حاليًا؛ قد نوه إليها القرآن الكريم قبل اكتشافها علميا بوقت طويل ، ولم تكن معلومة لبشر حينما أنزل القرآن الكريم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقد أوضح المفسرون
ثم كلي من كل ثمرة تشتهينها حلوها ومرها وهو إذن قدري تسخيري لها بالأكل من كل الثمرات.
أي سيري في الطريق التي ألهمك وأفهمك في عمل العسل ، وجعلها الله لك مذللة مسهلة موطأة للسلوك ، واسعة يمكن سلوكها ، وقيل مطيعة منقادة مسخرة فالسبل التي تسلكها النحل في بناء بيوتها وفي تناول طعامها ، وفي الشراب الذي يخرج من بطونها ، كل ذلك يجرى على سنن مستقيم لا ينحرف أبدا ويسير في طريق معبد ، هو طريق الله وهو فطرة الله والمعروف أن الثمرات هنا يقصد بها الأزهار والثمرات المتعددة الأصناف من أعناب ونخل... إلخ.
فالنحل بجميع أنواعه سواء كان نحل العسل أم نحلاً بريا ، فإن غذاءه من الأزهار والثمار ، وهو يجمع الرحيق وحبوب اللقاح.


أيَّا كان نوع النحلة فغذاؤها جمع الرحيق وحبوب اللقاح

والنحل كأي كائن حي يحتاج إلى المكونات الأساسية للغذاء اللازمة للنمو والحياة. فالكربوهيدرات والماء يستمدهما من الرحيق الذي يمده بالطاقة اللازمة له في حياته والتي تساعده على أداء وظائفه ، وخاصة ما يحتاج منها على طاقة كبيرة ، مثل عملية الطيران.
وأما حبوب اللقاح التي يجمعها فهي مصدر للبروتينات التي تساعدها على النمو وخاصة للصغار ، وهي كذلك مصدر للأملاح المعدنية والفيتامينات. ولكي تأكل من هذه الثمرات ، وتزور تلك الأزهار ، وتحصل على ما تشتهيه فقد يسر الله سبحانه وتعالى لها طريقها وسهله لها
ومن قدرته تعالى أنه وهب لها في أجسامها من المعاول والتحورات ، وأمدها بمعدات تجعلها تقوم بواجبها ، وتؤدي هذه الوظائف في سهولة ويسر
ولكي تسلك طريقها مذللا ميسرا فقد جعل من صدرها حجرة واسعة نتيجة انضمام الحلقة البطنية الأولى إلى حلقات الصدر الثلاث ويحتوي هذا الصدر على عضلات كثيرة قوية تزود بها الأجنحة ، وهو يتسع للأكياس الهوائية التي تنتشر في فراغ الصدر والبطن فتزيد من خفة وزن النحلة ، وتسهل لها عملية الطيران.
كما أن الصدر قد زود بزوج من الأجنحة على كل جانب ، وجعل هذه الأجنحة تتشابك مع بعضها عند الطيران؛ لتكتسب صفة القوة ، حيث زودت مؤخرة الجناحين الأماميين بثنية قوية تعطي الفرصة للخطاطيف الموجودة في مقدمة الجناحين الخلفيين أن تستقر داخلها وتتثبت فيها فتجعل من الجناحين (الأمامي والخلفي) جناحا واحدا قويا وبذلك تسلك طريقها في الطيران دون عناء. فلديها الجناح القوي الذي تشق به تيارات الهواء ، ولديها الموتور ، والمحرك الذي يتمثل في العضلات القوية الموجودة في فراغ الصدر الكبير.
كل ذلك ليمكنها من أن تطير بسهولة ويسر ، ولمسافات بعيدة ، لتبحث عن قوتها ومصدر غذائها.
كما جعل من أجزاء فمها خرطوما طويلا يختلف في أطواله من نوع إلى آخر ، حتى يناسب كل نوع تلك الزهرة التي تزورها عميقة كانت أو ضلحة ، فتمتص به الرحيق من أعماق الأزهار والثمار ، مستخدمة في ذلك الخاصة الشعرية مع مساعدة بلعومه في عملية سحبه إلى حوصلتها.
كما أمدها الله سبحانه وتعالى بحوصلة قابلة للتمدد لتخزن فيها الرحيق بكميات كبيرة كل ذلك لتتمكن من القيام برحلة طويلة ، فتطير مددا طويلة ، ولمسافات بعيدة ، فتقلل من الجهد المبذول ، ولتزور أكبر عدد ممكن من الأزهار والثمرات في الرحلة الواحدة ، فتجمع أكبر قدر تستطيعه من الرحيق ، وفي هذه الرحلة الطويلة تتاح الفرصة للأنزيمات المفرزة من غددها التي أمد الله بها جسمها فتأخذ حظها الوافر في هضم السكريات المعقدة ، وتحولها إلى سكريات بسيطة مهضومة.
وكما أن الله قد يسر للنحلة أن تجمع الرحيق ، فقد زودها بأجهزة تجمع بها حبوب اللقاح دون عناء ، فجسمها المغطى بشعيرات متفرعة وسلة حبوب اللقاح التي في رجليها الخلفيتين وكذلك فكوكها الأمامية التي تقرض بها المتوك التي بها حبوب اللقاح ، حتى تكون في متناولها ، كل ذلك يجعلها تجمع كميات هائلة من حبوب اللقاح ، التي تمد بها صغارها لتنمو وتكمل دورة حياتها.
ومن قدرة الله سبحانه وتعالى أنه جعل من قرني استشعارها أداة اللحس والاستشعار من بعد ، وحتى لا يعيق من حساسيته شيء فقد جعل في رجليها الأماميتين منظفا لقرن الاستشعار كي تحفظه نظيفا باستمرار خاصة وأن عملية جمع حبوب اللقاح ربما تكون سببا في أن يكتسي قرن الاستشعار ببعض حبوب اللقاح.
وحين تفرغ النحلة من جمع حملها من حبوب اللقاح ، وقبل أن تبدأ طريق عودتها إلى مسكنها لتفريغ هذا الحمل فإنها تقوم بتنظيف قرني الاستشعار لتستطيع العودة إلى مقرها بسهولة ويسر ، حيث تصبح الرؤية أمامها جلية واضحة فتشق طريقها إلى خليتها بسرعة لتفرغ حملها وتعود لتغتنم الفرصة ، وتستفيد من الخيرات الموجودة في الحقول.
وقد اكتشف العلم أن الله سبحانه وتعالى قد فطر نحل العسل ، وألهمه حياة اجتماعية في خلايا متمايزة لا يمكن أن يختلط أفراد خلية بأفراد خلية أخرى ، ولكل طائفة رائحة خاصة تميزها عن غيرها تنبعث من غدد على بطونها.
وقد وهب الله سبحانه وتعالى النحلة حاسة للشم ، تستطيع أن تميز بها الرائحة الخاصة بأفراد طائفتها.
وما زال العلماء يواصلون دراسة هذا السلوك ، ووقف العلم حائرا في تفسير بعض ظواهر ومظاهر قدرة الله - سبحانه وتعالى - وإبداعه تفسيرا وتعليلا علميا.
وعلى سبيل المثال فقد بات من المعلوم أن طائفة النحل الواحدة عندما يحدث بها انقسام نتيجة التطريد فإن رائحة الخلية الأم.
كيف يتم ذلك؟ أليس هذا إلهاما من الله سبحانه وتعالى ، وبرهانا على قدرته
كما أن في القرص الشمعي الذي يبنيه النحل أكبر مثل على إبداع الخالق في إيحائه لهذه النحلة . فهو يحتوى على الآلاف من العيون السداسية (النخاريب) ، التي يستعملها كمخادع لتربية الحضنة الصغيرة أو مستودعات لتخزين العسل ، أو حبوب اللقاح.
ومن المدهش أنه بالإضافة إلى أنها مهيأة تماما لهذا العمل فإن الشكل السداسي للعين يتطلب أقل كمية من المادة البنائية (الشمع) ، بالإضافة إلى أنها أكثر مناسبة لنمو الشكل التي تربى في هذه العيون.


يستخدم النحل الشمع كمخزن فمن علمه هذا .. ؟

كما أن الشكل السداسي هو خير الأشكال الهندسية ، التي لا ينتج عنها فراغات بيئية ، وأن عدد العيون منها في مساحة معينة يفوق عدد الأشكال الأخرى في نفس المساحة
ولا يسعنا إلا أن نقف أمام هذه القدرة الإعجازية القرآنية مسلمين حيث نجد أن نحلة العسل حينما تملأ العين السداسية بالعسل (كما سبق أن أشرت) فإنها تغطيها بغطاء من الشمع الخالص حتى لا يمتص العسل رطوبة ، أو أية روائح.
وحينما تحتوي العيون على حضنة فإن النحلة تغطيها بغطاء نفاذ مكون من الشمع وحبوب اللقاح يسمح بمرور الهواء والأوكسجين إلى تلك الأحياء الموجودة داخل العين المقفلة.
فمن ذا الذي علم النحلة أن تغطي عيون اليرقات بغطاء مكون من الشمع وحبوب اللقاح ، حتى يكون ذا مسام؟
ومن الذي علمه أن يغطي عيون العسل بغطاء من الشمع الخالص ليكون غير نفاذ؟ أليس هذا إلهاما من الله عز وجل؟
ومما يثير الدهشة أيضا أن النحل عند بنائه الأقراص فإنه يترك بين الأقراص وبعضها مسافة مقدارها (5 / 16) من البوصة ، يطلق عليها (المسافة النحلية) ولا يختلف أي نوع من أنواع نحل العسل في ذلك. فمن ذا الذي علم النحل أصول هذا الفن من الهندسة والعمارة ؟
أليس هذا وحيا وإلهاما من الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق العجيب الضعيف؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيه طيبه
اخي العزيز اشرف

شكرا لك على هذا المجهود الرائع
والشرح الجميل

وفقك الله ورزقك من حيث لاتحتسب

تحياتي لك
ابو زهراء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكرا وبارك الله فيك استاذ اشرف على الشرح المسهب والف مبروك على فتح القسم والاشراف ونشكر الاستاذ الفاضل ابو فراس على تلبية الدعوة ونرجو ونحن على ثقة بان هذا القسم سوف تخدم كل النحالين والله الموفق .....