ضغط وراثي و كيميائي واقع على النحل المحلي ...هل من حلول؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل من حلول؟!

الأحد 22 ربيع الأول 1426هـ - 1 مايو 2005م - العدد 13460

د. عبدالعزيز القرني *

والنحل المقصود هنا هو سلالة النحل المحلي المعروف علمياً Apis mellifera yemenitica، حيث ينتشر هذا النحل في جنوب غرب المملكة واليمن.

وبناء على عدد قليل من الابحاث التي لا نستطيع ان نبني عليها حكماً قاطعاً ولكن بعض الدلالات الأولية فإن هذا النحل يتميز بشكل عام بملاءمته للظروف البيئية للمملكة أكثر من غيره من السلالات الأخرى. والمطرقة والسندان اللذان يحاصران هذه السلالة هما بكل وضوح سلالات النحل المستورد من الخارج (كرنيولي - مصري - ايطالي) والمبيدات الحشرية. فمن مصر فقط نستورد حوالي 70,000 طرد نحل (هجين كرنيولي مصري) سنوياً. جزء كبير منها يستخدم في جنوب غرب المملكة، حيث النحل المحلي مما يؤدي الى تزاوج ملكات النحل المحلي مع ذكور من هذه الطرود المستوردة الأمر الذي يؤثر في النهاية على الخصائص الوراثية المميزة للنحل المحلي ويسبب تلاشيها مع استمرار الحال على ماهو عليه؛ يزيد من هذه المشكلة كون معظم المناحل في المنطقة تتبع الطرق المحلية في تربية النحل باستخدام جذوع الاشجار وما شابهها والتي لا تمكن من السيطرة والتحكم بطائفة النحل. اذاً هناك ضغط يمكن ان نسميه (ضغط وراثي) واقع على النحل المحلي منذ سنوات طويلة ربما تكون نتائجه ظاهرة حالياً، وتتمثل في وجود اختلافات واضحة في بعض الصفات لعينات مأخوذة من منطقة واحدة، وذلك مثل بعض الصفات المظهرية مثل طول اللسان، عرض الاجنحة، لون حلقات البطن، وبعض الصفات الحيوية مثل الشراسة، معدل وضع البيض وحيويته، كمية العسل وحبوب اللقاح المخزونة، وغيرها من الصفات التي يستدل بها على التماثل الجيني لأفراد من عينة واحدة. أما السندان الذي يحاصر النحل المحلي من الجهة الاخرى فهي المبيدات الكيميائية (ضغط كيميائي) المستخدمة لمكافحة الحشرات الضارة بالنبات والإنسان على حد سواء، مثل مبيدات مكافحة الجراد وبعوض حمى الوادي المتصدع والأخيرة خصوصاً لأنها ترش في مناطق يستخدم فيها النحل المحلي بشكل كبير جداً وهي منطقة جازان وتهامة بشكل عام.

وليس المطلوب هنا هو عدم الرش او حتى تقليله فحياة الانسان اغلى واهم، ولكن لابد من التقيد بنظام او طريقة يتم من خلالها تبليغ النحالين عبر وسيلة إعلامية وعبر فروع ومديريات الزراعة أو أي وسيلة يتم الاتفاق عليها ببرنامج رش المبيدات لمنطقة ما لمدة شهر على الأقل حتى يتسنى لهم نقل خلاياهم لمكان آمن تجنباً لموت نحلهم وتجنباً كذلك لتلوث العسل بالمبيدات مما يشكل خطراً آخر. كذلك تنفيذ عمليات الرش في الأوقات التي يكون الضرر على النحل أقل ما يمكن مثل الرش مساء بعد عودة النحل الى خلاياه، وغيرها من الوسائل. أيضاً على النحالين اتباع الطرق الحديثة في تربية النحل لانها أكثر انتاجاً وأقل تكلفة كما ان ضرر التسمم بالمبيدات فيها يكون أقل كثيراً منه في حالة الخلايا البلدية.

اذاً هاتان مشكلتان يعاني منهما النحل المحلي ومعه النحالون الساعون لرزقهم عبر الأودية وعلى قمم الجبال. ولتقليل تأثيرهما السلبي فإنني اشيد بقرار وزارة الزراعة المرتقب بالسماح باستيراد النحل من اليمن على شكل عيدان او خلايا بلدية لأن النحل المستخدم هناك هو نفس السلالة المرباة في جنوب المملكة،

كما ان اليمن لا يستورد نحلا من الخارج، إلا لمراكز الابحاث فقط وليس هناك أمراض نحل في اليمن لا توجد لدينا ويخشى من دخولها. بهذا السماح فإننا سنقلل كثيراً من الأثر السلبي الواقع على النحل المحلي من السلالات المستوردة ومن المبيدات الكيميائية. ولكن لابد من قرار آخر بعدم السماح بتصدير او خروج أي نحل من المملكة لليمن بأي شكل من الأشكال، وذلك منعاً لأي استغلال يتم من خلاله منافسة النحال السعودي على مراعيه النحلية بالدخول بداعي الاستيراد ثم الخروج بداعي التصدير. ومن وسائل تقليل الضغط الوراثي كذلك تشديد التطبيق لأمر قائم وهو تخصيص مناطق للنحل المحلي لا يدخلها النحل المستورد والتأكيد على من يربي نحلا مستوردا بعدم وضع مناحلهم في تلك المناطق (بخلاف المستورد من اليمن بعد تطبيق القرار).

٭ جامعة الملك سعود
http://www.alriyadh.com/2005/05/01/article61177.html