الكويت/الشمري: الفحص الدوري سر النجاح في إنتاج العسل

الشمري: الفحص الدوري سر النجاح في إنتاج العسل

النحالة.. مهنة قديمة ومنتشرة في كل أنحاء العالم, وهناك علاقة مميزة وعجيبة بين النحل والنحال, فالنحل يتعرف على صاحبه بالرائحة, وفي عالم النحل تمثل الملكة دور الأب والأم للذكر وكذلك للشغالات ورغم ما يحيط بهذه المهنة من مشاق ومتاعب ومشكلات إلا أنك بمجرد اقترابك من النحال تجده شخصاً له عالمه الخاص, هادئ الطباع, يملؤه الإيمان والفهم العميق للعالم من حوله خصوصاً فيما يتعلق بالكائنات. ومهنة النحال بكل ما تحمله من تفاصيل تنعكس على الشخص نفسه من حيث تقديره للأمور وجرأته وإقدامه على الصعاب. ومن أجل التعرف أكثر على هذا العالم المشوق اقتربت »السياسة« من النحال الكويتي عويد حماد الشمري ليروي لزميلنا بسام القصاص قصته مع تربية النحل والتي بدأت عملياً منذ عام 1997 ويقول على النحال: ان يقوم بالفحص الدوري على للخلايا باستمرار ووضع الخيش على غطاء الخلية ورش الماء عليه بشكل يومي لمواجهة حرارة الجو, ووضع الخيش داخل الخلية في حالة البرد الشديد, إلى جانب ان النحال يجب ان يمتاز بالصبر والتروي وتحمل مشاق العمل, وان يراقب الخلية من الداخل ويرصد أي مرض يصيب النحل مثل حشرة الفارو أو دودة الشمع وتحجر الحضنة.
وعن الأدوات التي يحتاج إليها النحال للفحص الخلايا يذكر الشمري: (الجوانتي), قناع ةالوجه ,البدلة أو الأفارول, المدخنة, العتلة, فرشاة النحل, وهناك أدوات أخرى متنوعة وينصح أي نحال أو شخص راغب في تربية النحل أن يؤسس منحلاً نموذجياً ذا مواصفات علمية من حيث سعة المكان ليتمكن النحال من التوسعة بين الخلايا وإبعادها عن بعضها, حيث يجب أن تبتعد كل خلية عن الأخرى مسافة متر تقريباً.
كما يجب على النحال أن يقوم بالكشف على الخلايا كل 15 يومياً لاكتشاف أي أمراض تصيب النحل, وكذلك تنظيف الخلية من بقايا الشمع وصمغ النحل, وعند وضع الخلايا يجب اختيار المكان المناسب الذي تتوافر فيه الأشجار التي يستند عليها النحل لجلب الرحيق, وهناك معلومات كثيرة غير معروفة لدى الناس, منها مثلاً ان النحلة تنسى مكانها الذي نُقلت منه أو غادرته بعد ثلاثة أيام من نقلها وانها يمكنها أن تذهب بعيداً عن الخلية لمسافة 7 كيلومترات وتعود إليها.
كما أن هناك أمراً يجب ان يراعيه النحال, أن ملكة النحل من الممكن أن يظهر عليها أثر كبر السن أو كسر أحد أرجلها أو أجنحتها أو قرن الاستشعار, ولذلك يجب استبدالها فوراً إذا أصيبت بإحدى هذه الإصابات. ومن المعلومات المهمة أيضاً ان النحلة يكمن في معدتها مادة علاجية تسمى »السم«, ويستخدم في علاج أمراض كثيرة ويحتوي على 18 مادة منها الكرتزون الطبيعي, وأكثر ما لفت وأثر في شخصي ان النحل يأكل طيباً ويُخرج طيباً, كما أنه دقيق للغاية في ذهابه وعودته إلى الخلية, حيث تنطلق مجموعة تسمى الكشافات في الصباح الباكر باحثة عن الرحيق وتحدد مكانه ثم تعود لتخبر مجموعة أخرى بمكان الرحيق فتذهب هذه المجموعة إلى مكان الرحيق فتأتي به وتسلمه إلى مجموعة أخرى مع حبوب اللقاح أو مادة البروبوليس (صمغ النحل) وتقوم المجموعة الأخيرة بخلطه مع الماء الذي أحضره النحل ووضعه في العيون السداسية لتكوين العسل, كل هذه أمور تؤثر بشدة في حياة النحال.
ومن المعلومات المهمة ان سم العسل له فائدة كبيرة في معالجة الأمراض, مثل الأكزيما والصدفية وخشونة المفاصل وآلام الظهر وغير ذلك.. ومن الأشياء المهم أيضاً تأملها في عالم النحل, ان كل الكائنات تهدأ ليلاً إلا هذه الحشرة فإنها تعمل ليلاً ونهاراً. وعندما قمت بزيارة أحد البروفيسورات المتخصصين في عالم النحل في ألمانيا أفادني بأنه اكتشف ان خلط يرقات النحل مع العسل يقتل الكثير من الميكروبات الخطيرة بالجسم. كما أخبرني بأنه عند وضع العسل الطبيعي في جهاز معالجة مرض الربو بدلاً من الدواء فإنه يأتي بنتائج طيبة وإيجابية.
وقد أظهرت النتائج ان تناول 70 غراماً من العسل يومياً يؤدي إلى تقليل الوزن وتقليل الكوليسترول والدهون المضرة والدهون الثلاثية وسكر الدم, والعوامل التي تؤدي إلى أمراض القلب وذلك عند الأصحاء وعند المصابين بالسمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم. وهناك فائدة صحية أخرى للعسل وهي انه في حالة إصابة أحد أعضاء الجسم بجرح (غرغرينا) يوضع العسل الطبيعي في مكان الجرح ويكون عسلاً طبيعياً غير مغذي لأطول فترة ممكنة وهو ما يؤدي إلى التئام الجرح وشفائه.
وأشهر الأنواع في الكويت السدر وموسمه نهاية شهر (11) نوفمبر.
وعسل الكينا ويشابه السدر من حيث اللون وهناك نوع ثالث وهو العسل الربيعي ويكون حليبي اللون.
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx