رواسب أدوية مكافحة الفاروا في العسل

رواسب أدوية مكافحة الفاروا في العسل

على النحالين اليوم، أن يكافحوا وباء الفاروا في معظم بلدان العالم. في قليل من المرات تتم المكافحة بدون استعمال ادوية سامة، فقط بأساليب تقنية مثل أباضة الملكة على اقراص ذكور في أول موسم الربيع ومن ثم اتلاف هذه الأقراص بما فيها من عناكب فاروا وبيوضها، وما شابه ذلك من الأساليب الخالية من مواد سامة، مثل استعمال الحامض النملي والحامض اللبني ومجموعة الزيوت العطرية كالصعتر والنعناع والكافور والكينا وغيرها. في هذه المواد تكون الرواسب قليلة وغير ذات قيمة خصوصا اذا استعملت قبل بدء موسم الفيض وليس في عزه. فالعسل عادة يحتوي على 50 – 1000 PPM ملليجرام بالكيلو من الحامض النملي. فأذا أضيفت نسبة قليلة منه بسبب المكافحة الى المعدل الموجود عادة في العسل ، فلن يتمكن أحد أن يفرق بين الطبيعي والمضاف.

فالأدوية السليمة ليس لها سمية على الأنسان ولا تقلل من قيمة العسل لأن تأثيراتها الجانبية غير ذات أهمية. فأذا كانت رواسبها تحت المعدل المسموح به دوليا ( في معظم البلدان 10 PPB الى 100 PPB من مادة البروموبروبيلات مثلا) فأن ذلك لا يشكل اي خطر على حياة الأنسان. ولكن بعض مستهلكي العسل ينظرون اليه كمادة طبيعية مئة بالمئة ويريدونه ان يبقى هكذا نقيا من دون اية شائبة ولو بسيطة من رواسب الأدوية.

لهذه الأسباب أسسنا سنة 1988 برنامجا بتمويل من جمعية النحالين الألمان وبدأنا نحلل منذ ذلك التاريخ رواسب الأدوية السامة في مراطبين العسل المباعة في المتاجر. وفيما يلي جدول يبين اسماء رواسب الأدوية التي وجدت:

Folbex va - bromopropulate - perizin - coumaphos - asuntol coumaphos - mavrik - fluvalinate - apistan - fluvalinate - klartan - fluvalinate - bayvarol - flumetryn - cekafix - no name - tedion - tetradifon antivar - tetradifon - danicaroba - tetradifon .

كل هذه الأدوية يمكن تقصيها في تحليل واحد للعسل طوره الدكتور سترايكر عام 1989. أما في الشمع فقد طور تحليلها فيه الدكتور زيمرمان سنة 1991. وقد تابع في السنوات اللاحقة الدكتور ولنر العمل على تحسين هذه التحاليل والتطبيقات. وكانت معظم النماذج التي اجريت عليها التحاليل، ألمانية. ولكننا كنا في كل سنة نفحص بعض النماذج الواردة ألينا من بلدان أخرى مثل مصر، الأردن، سوريا، وقد جاءت نتائج تحاليلها كالأتي:

البلد الذي يستعمل فيه الفلوفالينات

مصر = صفر نموذج

الأردن 10 من 17 نموذج = 3:4 6 211 PPB

سوريا 1 من 3 نماذج = 2:66 11 200 11 ppb

وفي واحد من نماذج العسل الأردني وجدنا10 ppb بروموبروبيلات. ولكن هذه الكمية القليلة من النماذج لا يمكن أن تعطي صورة تمثيل حقيقية عن الوضع بالكامل. ولكنها تجعلنا نؤكد ان خطر وجود رواسب مبيدات في العسل يمكن ان يوجد في أي مكان من العالم. أنما نسبة 200 PPB من الفلوفالينات في العسل هي نسبة غير مقبولة بتاتا . فالحد الأقصى المسموح به هو 10 PPB أي عشرين مرة أقل مما وجد.

أما في ألمانيا فخلال السنوات الثلاث الأولى كانت البروموبروبيلات احدى الرواسب الأكثر شيوعا في العسل. لكن بعد ترك الفولبكس واستعمال البريزين فأصبحنا نجد رواسب الكومافوس أكثر. ومع ان احدا لم يعد يستعمل الفولبكس اليوم فأننا ما زلنا نجد رواسب البروموبروبيلات في العسل والسبب ان هذه المادة تمتزج بالشمع بشكل دائم تقريبا. ولهذا وجدنا رواسب منها بنسبة 250 PPB في عسل من خلايا لم تعد تستعمل الفولبكس منذ سنوات عديدة. ذلك أن رواسب البروموبروبيلات هي ثابتة جدا في الشمع ولذلك أذا ذوب الشمع القديم فالرواسب تضمحل مع مرور الزمن في الشمع الجديد. أما اذا حفظ العسل بأقراصه الشمعية (عسل بشهده) وكان يحتوي اكثر من واحد ملليجرام من البروموبروبيلات في كل كيلو شمع فأن نسبة قليلة من الرواسب تدخل من خلاله الى العسل. والمادة الوحيدة التي ليس عندها ميل للأمتزاج بالشمع في العسل بشهده هي الفلومترين ( بايفارول).

وبسبب امتزاج والتصاق رواسب رواسب الأدوية السامة في شمع النحل فأن النحالين الذين لم يستعملوا هذه الأدوية قد توجد رواسبها في أعسالهم منتقلة اليها من الأساسات الشمعية التي اشتروها من السوق. وقد تبين لنا لأن من بين العشر نماذج من العسل الألماني المفحوصة كانت نسبة البروموبروبيلات والكومافوس تزيد عن واحد ملليجرام بالكيلو ثماني مرات.
ونحن نعلم انه في المناحل الألمانية, الرواسب الأكبر هي لأدوية البرومو والكوما بينما في الأعسال الأجنبية فأكثر الرواسب شيوعا هي للفلوفالينات.

ويمكن الأستنتاج من الأختبارات أن الكومافوس موجود في شمع النحل الألماني بسبب استعمال النحالين الألمان للبريزين في حين ان رواسب الفلوفالينات موجودة في المناحل بالنمسل بسبب استعمال النحالين النمساويين للأبيستان .



الدكتور جورج فوروهل


منقول