رد: الوروار... علاج مقترح جديد مطروح للتجربة والنقد
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قرأت قبل هذا الإقتراح ، وصيلة طريفة استعملها الأخ فائز ، و تتلخص في استعمال دمية لتخويف هذه الطيور الغير المرغوب فيها . أما المواد السامة فيجب أخذ جميع الإحتياطات الضرورية إن كان و لا بد استعمالها...
و تتذكرت شخصيا واقعة يعود تاريخها لأكثر من ثلاثة عقود ، فأنا شيخ ، و حتى ذكرياتي شاخت معي و الحمد لله.
كنت أسكن في مركز إداري فلاحي بالبادية المغربية ، و أهتم وقتها بمنحل شخصي من عشرة أجباح " لانغستروط" جد قوية ، و على بعد ثلاثة أمتار من الأبواب و النوافذ الزجاجية لمحل سكناي .
و في يوم من أيام شهر أبريل ، كشهرنا هذا ، حل سرب من طيور الوروار ، يتألف من مآت الطيور الجائعة ، و في لمحة البصر و دون مقدمات ، فوجئت و عائلتي بهجوم غير متوقع من طرف هذه الطيور و هي ترتطم بزجاج النوافذ و الأبواب و هي تتصيد النحل في طيرانها.
من حسن الحظ أنني كنت وقتها موجودا في البيت ... و أمام ذعر زوجتي و ووالدتي رحمها الله ، و أختي بارك الله في عمرها و رضي عنها ، أقول أمام الفزع الشديد الذي حل ببيتي ، خرجت لأعرف السبب و أنا جد مرتبك في أول الأمر
و ما إن رأيت الطيور حتى عرفت أنها تقوم بهجومها على النحل ... و لما عرفت السبب زال العجب . و طمأنت من في البيت [ان الأمر يتعلق بطيور [ شرقراق ] و هو اسمها في المغرب ، و أنها تهاجم النحل ...
و أنا على يقين أنني لن أستطيع إيصال عنف الطيور أثناء هجومها على الشغالات المسكينات ، و كأنها طائرات عدو قتال همجي متعجرف مصاص للدماء لا أخلاق تردعه و لا قوانين تخيفه ، و هو يهاجم بلدة مسالمة لا سلاح لها و لا قوة إلا إيمانها اللامحدود في خالقها...
و لوقف الهجوم ، و دفاعا عن الضعيفات ، التجأت لجار لي زميل في العمل ، و يهوى الصيد في البر و البحر، و من تلاميذي في تربية النحل ، فطلبت منه إنقاذ ما يمكن إنفاذه. عندها أخذ بندقيته و بدأ في إطلاق النار ، فهرب الجبناء ... و عاد الهدوء إلى بيتي قبل أن يعود إلى منحلي .
بعدها قمت بإنشاء خلية من تلاميذي في الهواية ، و زملائي في العمل ، للبحث عن وكور هذ الطيور بالمنطقة.
و بعد يومين تم رصد أوكارها على شكل جحور في جنبات وادي المنطقة..
إنتقلت الفرقة بعتادها و معداتها و بدأنا في حفر الأوكار للقضاء على البيض و الفراخ الموجودة فيها...
و بعد تدمير وكرين أو ثلاثة ، بعضها فيه بيض ، و في بعضها فراخ ... بدأنا نجد ثعابين كبيرة كانت قد سبقتنا للبحث عن طيور " الوروار " قصد اصطيادها ...
عندها خشيت على سلامة أعضاء الفرقة ... و تيقنت بالملموس أن هذا الكون تسيره حكمة ربانية تضع الموازين القسط و الحق لتستمر الحياة إلى ما شاء الله...
فرجعنا و نحن نتفكر في ملكوت الله ... و تقديره ....
و ها أنا أكتب هذه الكلمات و صوت طيور " الوروار " تصلني من النافذة ، و قد فكرت في إحضار دمية كما أوصى الأخ " فائز " ، مع أني كثيرا ما أقوم بدور الدمية فأحرك يدي يمنة و يسرة علني أخيف هؤلاء الزوار الثقال.
التعديل الأخير تم بواسطة المراكشي ; 28-04-2009 الساعة 04:58 PM.
|