دروس في تربية النحل

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

دروس في تربية النحل أو النحالة

مدخل و تمهيد:

يسعدني و يشرفني أن أبدأ في نشر ترجمة الدروس التي تلقيتها عن المدرسة البلجيكية للنحالة , و هي المدرسة التابعة للفيدرالية الملكية البلجيكية لتربية النحل ، فتحت أبوابها منذ عام 1969 بضاحية مدينة " ليــيـج " ، و كنت بفضل الله و منه و توفيقه ، أول مسلم و أول عربي يحصل على دبلومها ، حسبما أكده لي مديرها سنة 1980 .

ـــــــــــــــــــــــــ

الدرس الأول :


تاريخ النحالة : بقلم : جاك لومير Jacques Lemaire.

ترجمة : [ المراكشي ] لحسن بنلفقيــه Benlafqih

مقدمة :
من بين الكائنات الحية المختلفة الأنواع ، و من بين كل تلك التي زوِّدت منها بتلكم المهارة العبقرية التي نسميها الغريزة ، من بين هذه كلها ، لا يوجد من هي أكمل صنعا لإثارة إعجاب الإنسان ، و لا من هي أقدر على التأثير في كبريائه مثل النحل ، موضوع درسنا هذا و ما سيليه من دروس .

تاريخ النحالة :

{ لا شيء أحلى من العسل } ، كان هذا هو جواب رجال " ثينا " على اللغز الموضوع من طرف " شمشـون " . و تتردد هذه الصورة كلازمـة خلال حقبات ما قبل التأريخ . و تتجمع الكلمات في كل اللغات لتعطي للعسل معنى الحلاوة الزائدة و الطعم اللذيذ . فهل يستلزم هذا الإعتقاد بأن تربية النحل قديمة قدم العالم ?

هذا غير صحيح ، على الأقل إذا اعتبرنا المعنى الحقيقي للكلمة ، و ما ترمز إليه من استعمال بيوت منتظمة في الوضع و مهيئة لإيواء طرود النحل قصد الجني المنظم و الممنهج لإنتاجها من العسل .

تعتبر النحالة Apiculture من الفتوحات الإنسانية التي يمكن وصفها بالمتأخرة . صحيح أنها عُرِفت منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد ، إلا أنها بقيت و لآلاف السنين في مرحلة بدائية ، اكتفى الإنسان خلالها بجني العسل دون معرفة كيفية إنتاجه و دون أن يفكر في حماية هذا الإنتاج و رعايته . و يتعلق الأمر هنا بعسل الغابات و المغارات الذي يعثر عليه بالصدفة أساسا . و كل الشواهد و الآثار توحي بأن معرفة العسل البري و أخذه من بيوت النحل [ الخلايا ] هي الخطوات الأولى نحو النحالة .

كان قدماء المصريين يرسلون بعثات حقيقية لجمع العسل و شمع النحل حول مشاجر { البطمTérébinthe } . و كانت تلك البعثات مصحوبة بحراس مسلحين بالأقواس و النبال للدفاع عنها و حمايتها من قطاع الطرق .

قد يقول قائل : هذه مجرد خرافات لعدم إدراكه للأهمية البالغة التي كان العسل يحظى بها في ذلك الزمان الغابر .

إلا أن القدماء تنبهوا إلى ضرورة المحافظة على هذا الإنتاج المهم ? و ذلك بالإمتناع عن أخذ كل ما يجدونه من عسل في البيوت الطبيعية للنحل ، و الإكتفاء بأخذ قسط من ما يجدونه من مخزون العسل خلال زياراتهم المنتظمة . و منذ أن سلكوا هذه الطريقة ، تقدم القدماء بخطوات سريعة نحو النحالة ، و خاصة بعد أن أسكنوا النحل في بيوتا خاصة به .

إن أنواع الخلايا التي صنعها الإنسان في هذا الميدان جد متنوعة :

فضَّلت مصر الجرة و أنابيب من الطين . و وقع الإختيار في غير هذا البلد على مواد عازلة مثل لحاء أشجار { البلوط } أو { الفلين } في أشكال أسطوانية ، و أغصان { السوحرOsier } على شكل سلال مختلفة الحجم ، ثم الخشب الذي أعطى للخلايا مظهر بيوت النحل .


أما فيما يخص معرفة النحل ذاته ، فقد بقي الطيران العرسي vol nuptial ، و خصوصيات التكاثر لذى الملكات مجهولا من طرف الأقدمين . و ظهرت نظريات غريقة في الغرابة عن توالد النحل و تكاثره . و كيفما كان الحال فإن هذه الحشرات بقيت دائما رمزا للخلود .

إذا كان لزاما علينا تصديق الأسطورة ، فإن أصل النحل من جزيرة باليونان .

كانت الأدوات المستعملة عند اليونانيين جد بدائية ، و هي عبارة عن إناء ذي قناتين ، يسمح بنفخ دخان كثيف داخل الخلايا . و يعصر الشهد في سلال مخروطة الشكل و مصنوعة من أغصان { السوحر = Osier } ، أو في أواني فخارية مثقوبة عثر علماء الحفريات على نمادج كثيرة منها . و كان العسل يخزن في جرار فخارية و يقفل عليه بالشمع .

أما بالنسبة لتعمير الخلايا و إسكان النحل بها ، فإن النحال البدائي كان يعتمد أساسا على ما تجود به الطبيعة ، و إعانته لها بطرق اكتسبها تدريجيا نتيجة احتكاكه بالنحل .
و تبعا لنصائح " فرجيل Virgile " [70 ـ 19 ق.م. ] ، يجب أن تكون خلايا النحل مغطاة من الخارج لحمايتها ضد أعدائها و من تقلبات الجو ، مع تزويدها بأغطية منفصلة عنها حتى يمكن الزيادة في حجم بيوت النحل حسب توافر كميات مخزونها . و من أنفذ التوصيات و أحذقها عند " فرجيل " توجيه أبواب الخلايا نحو الشرق و وضعها في أماكن دافئة لوقايتها من الرياح . كما أوصى بإعطاء الخلايا ميِلاً أماميا عند وضعها على الأرض ، حتى يتسرب منها ماء المطر إلى الخارج . و تكلم عن قص أجنحة الملكة [و كان فرجيل يتكلم عن الملك ] لمنع التطريد essaimage أو خروج الطرود [ التفريخ ] ، و ذكر أيضا استعمال الأصوات المزعجة و إرسال الرمل في الهواء لإرغام طوائف النحل الطائر [ الطرود = essaims ] على النزول لإصطيادها .
ــــــــ
[ يتبع ]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وفقّك الله ورعاك وزاد علماً
وإيماناً وبيّض وجهك ونوّر قلبك
في الدنيا والآخره ياشيخنا الجليل

بارك الله في جهدك وجعله في ميزان حسناتك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الإخوة الأفاضل :: منتصر الحسناوي ـ عبود الربيعي ـ هشام إسماعيل ـ و ليد أبو دقة .
أشكر لكم اهتمامكم و تشجيعكم. و تقبل الله مني و منكم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المراكشي

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

دروس في تربية النحل أو النحالة

مدخل و تمهيد:

يسعدني و يشرفني أن أبدأ في نشر ترجمة الدروس التي تلقيتها عن المدرسة البلجيكية للنحالة

[ يتبع ]

بارك الله فيك ياشيخنا الجليل وننتظر منك المزيد

قراءة عاجلة و عامة للدرس‎
و اسمحوا لي هنا
بملاحظات هامشية‎

مدينة " ليــيـج " ‎ Liège
على ضفتي نهر الميوز ‎ Meuse

" شمشـون "‎ ‎ Samsonشخصية اسطورية توراتية‎

النحالة‎ = ‎تربيـة النـحـل‎ ‎تلفظ‎ ‎الـنِّــحــالــة‎ ‎
‎
{البطم Térébinthe}
الاسم العلمي ‎ Pistacia terebinthus
L., 1753
الانجليزي‎ Terebinth
Turpentine tree
‎ ‎الفرنسي ‎ Le pistachier térébinthe
الماني Die Terpentin-Pistazie
التركي ‎ Menengiç
فارسي‎ ‎تربينتـوس , بنه‎ , ‎مصطكي كابلي‎
الجنس الفستق ‎ Pistacia
الفصيلة‎ ‎البطمية ‎ Anacardiaceae

أشجار { البلوط } أو { الفلين }
لعل المقصود شجرة بلوط الفلين
الاسم العلمي Quercus suber
L., 1753
الانجليزي‎ Cork oak
‎ ‎الفرنسي ‎ Le chêne liège
الماني Die Korkeiche
التركي Mantar meşesi
فارسي ‎ ‎بلوط چوب پنبه اي
الجنس البلوط ‎ Quercus
الفصيلة‎ ‎الزّانية ‎ Fagaceae

{ السوحر = Osier }
السَوحَر = الصفصاف‎ ‎
لعل المقصود شجرة صفصاف السَلالين‏
الاسم العلمي ‏‎ Salix viminalis
L., 1753 ‎
انجليزي‎ Common Osier ‎
فرنسي ‎ ‎Le saule des vanniers
‎ Osier vert‎
الماني ‎ Die Korb-Weide
تركي ‎ ‎ Yabani soeğüt‎
فارسي بيد زنبيل‏
الجنس الصفصاف ‎ Salix
الفصيلة ‎الصفصافية ‎ Salicaceae

" فرجيل Virgile " [70 ـ 19 ق.م. ]
الشاعر الروماني الشهير فرجيل Vergilius
انجليزي Virgil
فرنسي Virgile
عاش من 70 ق م الى 19 ق م
ولد 15 اكتوبر تشرين أ
توفي 21 سبتمبر ايلول
يقال انه عظم من قبل الرومان كثيرا
حتى القيصر كان يقف بإجلال امامه
و انه كان يبتعد عن الناس
و الحياة الصاخبة
اعماله تعتبر من الادب و التراث العالمي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول

الدرس الأول :

تاريخ النحالة : بقلم : جاك لومير Jacques Lemaire.

ترجمة : [ المراكشي ] لحسن بنلفقيــه Benlafqih

[ الحلقة الثانية ]:

حاول الرومانيون بطبيعتهم القانونية معرفة صاحب الحق في الطرود الطليقة ، و اتفق جمهورهم على أنها لمن حصل عليها الأول ، بقطع النظر عن مصدرها .

تجب مراعاة نظافة الخلايا بعد تعميرها ، و حفظها من العظايا les lézards و الخطاف les hirondelles و بنات وردانles blattes و فراشة الشمع la fausse-teigne.

و أوصى " كولوميل Collumelle " اليوناني ، منذ القرن الأول للميلاد ، بمحاربة مرض la loque النتن أو العفن الذي يصيب الحضنة couvain ، و كانت تستعمل لكل الحالات الوقائية تباخير الكالفانوم galvanum ، او وصفات غريبة يدخل في تركيبها الورد اليابس ، و القنطريون centaurée، و العفص noix de Galle ، و جذور أميليا Amélie مغلاة في خمر ، و كان كل الكتاب القدامى ينصحون باستعمال هذه الوصفات لوقاية المناحل .

رحل النحل من الشرق و من منطقة البحر الأبيض المتوسط [1] إلى القوقاز ، ثم حاذى نهر الدانوب و اجتاز جبال الألب ليصل إلى أوروبا .

احتفظت خلايا النحل بشكلها المستدير في كل من الشرق بآسيا ، أو في قلب إفريقيا إلى جبل طارق . و هي في غالب الأحيان من جذ وع أشجار مجوفة ، مغطاة بالأحجار و مستقبلة للشمس ، في وضع عمودي ، كما تكون أحيان أخرى على شكل أسطوانات صغيرة من الفلين liège ، أو من خشب مثقوب ، و معلقة في الشجيرات المتسلقة lianes.

انتقلت النحالة من القوقاز إلى أوكرانيا و رومانيا ، و من البلقان إلى الألب ، و بخاصة شمال إيطاليا ، ثم عمت كل القرى النائية .

و استعملت خلايا خشبية أو معروشة على شكل قوالب السكر و مغطاة بالتبن [ بلغاريا ] ، أو صناديق خشبية [ رومانيا ] موضوعة عموديا و مثقوبة من أسفلها . و نجد أنماط جديدة من الخلايا غرب جبال الألب : هي عبارة عن سلال من أغصان السوحر ، لا يزال مربو النحل بهذه المناطق يستعملونها إلى يومنا هذا .

و لم تعرف تربية النحل تقدما يذكر حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي .

[ يتبع ]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] : اشار البحاثة Frère Adam في كتابه A la Recherche des Meilleurs Races d Abeilles ، بأن النحل انتقل من القارة الإفريقية إلى القارة الأوروبية عبر منطقة مضيق جبل طارق ، منذ ملايين السنين ، وقبل انفصال القارات أو la dérive des continents
[المراكشي] .

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الدرس الأول :


تاريخ النحالة : بقلم : جاك لومير Jacques Lemaire.

ترجمة : [ المراكشي ] لحسن بنلفقيــه Benlafqih

[ الحلقة الثالثة ] :

أعلام النحالة :


لم تعرف تربية النحل تقدما يذكر حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي .

* ـ في هذه الفترة ظهرت أعمال " سواميردام جان Swammerdam Jan " المزداد بأمستردام في 12. 2. 1637 ، الحائز على دكتوراه في العلوم سنة 1672 و المتوفى سنة 1680.

* ـ نشر " سواميردام " كتابه المسمى " إنجيل الطبيعة " سنة 1667 و ضمنه أعماله الطلائعية في ميدان تشريح النحلة.
و بفضل الإكتشاف الحديث للمجهر آنذاك ، استطاع " سواميردام " تدشين التشريح الداخلي للنحل ، و مكنت دراساته من معرفة المعدة المزدوجة المكونة من الحوصلة jabot و المعدة estomac ... و كذالك بالنسبة للأعين ، و الفم ، و الأرجل . و اكتشف كذلك المبيض المزدوج و قنواته عند النحلة الأم [= الملكة ] .


* ـ اخترع " ريامور" الفرنسي Reamur ـ [ 1683 ـ 1757 ] ـ " الترمومتر " أو ميزان الحرارة الذي يحمل إسمَه ، و اهتم بدراسة الحشرات ،و قدم التفاصيل الخاصة بعاداتها و سلوكها.
اكتشف " ريامور " ظاهرة التوالد العذري Parthénogenèse لذى الأرقة [ أو حشرة المن pucerons ] ، و أكد التجارب السابقة عند " سواميردام " .

نشر سنة 1734 كتابه عن تاريخ الحشرات عامة ... و نشر ما بين سنة 1734 و 1742 : " مذكرات لخدمة دراسة الحشرات " :Mémoires pour servir à l histoire des Insectes ...



* ـ " بـونـي Bonnet ، حشراتي سويسري مشهور ، صاحب كتاب في علم الحشرات سنة 1745 .

* ـ شـيـراش Shirach الألماني : اكتشف حوالي 1760 أن في استطاعة شغالات النحل تحويل البيض الملقح الذي لا يتعدى عمره ثلاثة أيام إلى ملكات تامات التكوين . و مكنت هذه الملاحظة مربي النحل من زيادة عدد خلايا مناحلهم بواسطة التقسيم les divisions أو التطريد الإصطناعي l essaimage artificiel .
و أصدر " شيراش " سنة 1771 كتابه المسمى " التاريخ الطبيعي لملكة النحل " .

* ـ من أبرز رواد النحالة العصرية " فرانسوا هوبير François Huber " الذي عاش ما بين سنة 1792 و سنة 1838بسويسرا .
قضى " هوبير " حياته في دراسة النحل .
فقد بصره و هو لا يزال صغيرا ، إلا أنه استمر في أبحاثه بمساعدة و رفقة خادمه و ملازمه " فرانسوا بورنيسن François Burnesn " الذي كان يقرأ له و يتعلم بجانبه ، و الذي أبان عن جدارته و خبرته كملاحظ .

درس " هوبير " مذكرات " ريامور " عن النحل ، و تحقق من اكتشافات " سواميردام " و " بوني " ، ثم قام بملاحظاته الشخصية بعد تجاريب عديدة تدل على عبقرية فذة ، مكنته من اختراع الخلية الورقية أو
ruche à feuillets التي تعتبر أم الخلية العصرية الحالية [ المعاصرة ] [1].
و لــه يرجع الفضل في اكتشاف أسرار تلقيح الملكة ، و فرز الشمع و بناء الشهد.
لذا يعد " هــو بيــر " و بجدارة : أب للنحــالة العصريــة.


* ـ " جان دزيرزون Jean Dzierzon " ـ [ 1811 ـ 1906 ] ...
أنشأ منحلا مكونا من 500 خلية نحل جعل الشهد فيها معلقا في خشيبات... ثم قام بعدها باعتماد لإطار Berlepssh .
درس التوالد العذري parthénogenèse عند النحل ، و جرت حول هذا الإكتشاف مجادلة ساخنة بينه و " ديكيل Diekel " الذي يدعي أن البيض كله ملقح ، و أن الشغالات هي المسؤولة عن تحديد الجنس عند النحل . و ملخص الإكتشاف هو : " تتميز النحلة الأم [ الملكة ] بخاصية فريدة و هي أنها ، و حتى في حالة عدم إخصابها أو تزاوجها بذكر النحل ، تستطيع وضع بيض " خصب fertile " ـ غير ملقح ـ ينتج عنه بعد الفقس ذكـور . و هذا ما يعرف بالتوالد العذري parthénogenèse . [ بمعنى أن الأم العذراء تبيض بيضا يعطي دائما و أبدا ذكورا ] .....

و تزودنا الوزارة عن هذا الموضوع بمعلومات مأخوذة من كتاب " النحل " لمؤلفه " جرترود هيس Gertrude Hess " هذا نصه :
" قد تحاول شغالات النحل أحيانا إنقاد خليتهم من هلاك محتوم ، عندما تفقد الخلية ملكتها إثر مرض ، أو عندما تبقى الملكة عذراء غيرملقحة ، او إذا صارت جد مسنة و لم تعد تضع بيضا . في هذه الحالات ، و بالرغم من ان الشغالات هي إناث غير كاملة التكوين جنسيا ، و أنها لا تلقح من طرف الذكور نظرا لضيق أعضائها التناسلية و نقصان نمو هذه الأعضاء ، فإن الغريب في الأمر أنها تحاول إنقاذ خليتها فتضع هذه الإناث بيضا غير ملقح يعطي ذكورا . و هذا دليل قاطع على أن تحديد الجنس عند النحل متعلق بالإخصاب أو التلقيح .و تعرف هذه الظاهرة الموجودة عند بعض الحيوانات الدنيا باسم :" التوالد العذري " . و يتمثل عند النحل على الشكل التالي : يمكن لكل انثى نحل غير ملقحة وضع بيض يعطي ذكورا . و في استطاعة كل ملكة نحل ملقحة وضع بيض ملقح ، أو وضع بيض غير ملقح ، و بكل حرية . فيعطي البيض الملقح إناثا [ ملكات أو شغالات ] . و يعطي البيض الغير الملقح ذكورا .

[ يتبع ]

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] : تتبعت نموذجا من هذه الخلية " الورقية " عند " بول هاكــور " ، و كذا " الخلية الزجاجية " التي تمكن من تتبع عمل النحل داخل الخلية عبر الزجاج .
>>

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الدرس الثاني :


النحل و الإقتصـاد


بقلم الأستـاذ : جــاك لــوميــر Jacques LEMAIRE

ترجمة [ المراكشي ] : لحسن بنلفقيه .



ـــــــــــ تقديم للمتـرجــم : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلاحظ القارىء العربي الكريم ، أن هذه الدراسة تخص الإقتصاد البلجيكي و نسبة تدخل النحل فيه.
إلا أن في تقديمها للقارىء العربي ، تقديم طريقة علمية و عملية قابلة للتطبيق على اقتصاد كل بلد بلد ، و منها بلداننا العربية لتقييم دور النحل في اقتصادنا الفلاحي و الصناعي الفلاحي ، و معرفة نسبة هذا التدخل حتى ندرك أهمية تربية النحل في النهوض بالإقتصاد الوطني ، و ندرك قيمة الإعتناء بتربية هذه الحشرة التي هي بحق جند من جنود الله في خدمة عباده.
فباستيعاب مكونات هذه الطريقة من معطيات صحيحة و ضبطها ، يمكن للمهتمين تحديد نسبة ما تدره النحلة من عملة محلية و صعبة في كل بلد من بلداننا العربية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

[ الحلقة الأولى ]

قد لا تعني لفظة { النحالة } الشيء الكثير بالنسبة لكثير من الناس . إنها مما يمكن أن يقال عنها أنها عبارة " ميتة " ، كلمة يبقى مفهومها وقفا على المعاجم ، إذ هي كلمة قليلا ما تُسْمَع و سُـرْعانَ ما تُـنْـسَـى .

أما النحلة فعلى العكس من ذلك ، فهي جد معروفـة ، و لكن و بالتأكيد لا كمساعدة و خادمة مفيدة ، و لكن كعدوة لأن لها حمة تلسع بها .

و تحضى الدعسوقة الصغيرة [1] بالرعاية ، مع أن الكثيرين لا يهتمون لماذا تُُبْْـعَـدُ النحلـة .

أما العسل فيبقى ذلكم النبع اللذيذ للطاقة و مصدر فرحة لذى الكبار و الصغار.

النحالة ، النحل ، العسـل : كُــلّ ، و علم ، و فــن ، و عنصر فعـال في الميدان الإقتصادي .
و هذا ، سيداتي سادتي ، ما سأحاول أن أجعلكم تُـسَـلِّـمُـونَ به .

تقوم النحلة بدور طلائعي و فعال في الإقتصاد الفلاحي العام.

الكل يعرف فواكه أشجارنا، و لولا الحشرات ، و خاصة منها النحل ، لأصبح التفاح المعطر و الإجاص اللذيذ و غيرهما ، فواكه نادرة.

لكي تتكون الثمار ـ و منها الفواكه ـ لابد من امتزاج جد وثيق ـ أو تلقيح ـ بين الذكر و الأنثى بواسطة الخلايا الجنسية الخاصة بهما. و هذه قاعدة شبة عامة في عالم الأحياء. و الزهرة من هذا القبيل هي بالضبط مكان هذا الإمتزاج أو العرس الزهري .

فبالزهرة نجد المبيض ovaire تعلوه مدقة pistil ، و هو ما يكون عضو الأنوثة .

كما نجد في الزهرة أيضا الأسدية étamines ، و هي أعضاء الذكورة، التي تنتج غبارا أصفر [2]
تقوم النحلة في أغلب الأحيان بنقل حبوب اللقاح من " السدأة étamine " إلى قمة " المدقة pistil " ، و منها يصل محتوى الحبوب بعد الإنبات إلى " البويضات ovules " الموجودة داخل " المبيض ovaire " .

لا ثمار إذن في غياب هذا اللقاء المقدس في هذه الظاهرة الرائعة ، و لا ثمار بدون وصول حبوب اللقاح إلى المدقات ... و لا ثمار ـ أو ثمار جد قليلة ـ بدون النحلة و في غياب نشاطها المستمر كساعية بريد بين الأزهار .

[ يـتـبـع ]

ــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش للمترجم [ المراكشي]
[1] : الدعسوقة = La coccinelle ، حشرة صغيرة من فصيلة الدعسوقيات.
تعرف بالدارجة أو اللهجة المغربية باسم " حميرة بابا ربي "
تحضى الدعسوقة بالرعاية و تربى ، و تباع للفلاحين في أعداد متعددة ، و تطلق لتعيش في حرية تامة في الضيعات بين الأشجار و المزروعات لتتغذى ديدانها و أفرادها البالغة على الحشرات الطفيلية التي تلحق أضرارا جسيمة بالنباتات، و خاصة منها حشرة " الأرقة " أو les pucerons.

[2]: هذا الغبار مكون من " حبوب اللقاح pollens ، و له ألوان مختلفة. غالبا ما تكون صفراء ، و لكنها قد تكون حمراء أو بيضاء أو برتقالية اللون أو حتى سوداء.
يتراوح حجم حبة لقاح واحدة ما بين 2,5 ميكرون عند نبات { آذان الفأر = Myosotis } و هو من فصيلة الحمحميات Borraginacées ، و 200 ميكرون عند نبات { القرع = Courge } من فصيلة " القرعيات " أو " القثائيات " أو " اليقطينيات " و كلها أسماء لنفس الفصيلة Cucurbitacées .
و { الميكرون = micron } يساوي جزءً واحداً من ألف جزءٍ من الميليمتر .
و حبوب اللقاح هي ما يظهر بوضوح على شكل كويرات ملونة تحملها النحلة على أرجلها الخلفية عند عودتها إلى الخلية.أما النحلة التي ترجع إلى بيتها خاوية الأرجل فغالبا ما تكون حوصلتها مليئة بالرحيق أو الماء ، أو كانت في مهمة أخرى.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وفقّك الله ياشيخنا الجليل
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك بكل أعمالك

اخي الفاضل المراكشي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

لكي افهم الدرس الثاني
و اتمكن من المتابعة
اضيف لبعض المصطلحات
صورا و قد تكن ذات فائدة عامة



دُعْسُوقة ذاتُ سَبْع نُقَط
Coccinella septempunctata
Linnaeus, 1758
فرنسي La coccinelle à sept points

__________________



أرْقَةُ التفاح القُطنية
مّن التفاح الصوفي
الاسم العلمي Eriosoma lanigerum
Hausmann 1802
فرنسي Le puceron lanigère


_____________________

أذن الفأر‏ الحقلية‏
الاسم العلمي ‏‎ Myosotis arvensis‎
L., Hill 1764‎
‎ ‎انجليزي‎ Field Forget-me-not ‎
فرنسي‎ Myosotis des champs ‎
الماني‎ Das Acker-Vergissmeinnicht ‎
تركي‎ Unutma beni ‎
فارسي فراموشم مکن‏
الفصيلة الحِمحِمية‏‎ Boraginaceae ‎
الطول حوالي 40 سم‏
تزهر مايو أيار و يونيو حزيران‏
لون الزهر ازرق‏


نحلة و زهور أذن الفأر‏ Myosotis


نحلة و زهور أذن الفأر‏ Myosotis


نحلة و زهور أذن الفأر‏ Myosotis
_______



1 كرسي الزهرة Receptaculum
2 كاس الزهرة Sepale
3 تويجية الزهرة ‎Petale
4 السدأة Stamina‎ أعضاء الذكورة
5 الاخبية ‎ Carpelle المبيض تعلوه المدقة Pistil

كرسي الزهرة و ورق كاس الزهرة
غالبا اخضر اللون
اما اوراق التويجية ذات الوان جذابة للنحل


نحلة و حبوب اللقاح


نحلة و حبوب اللقاح


الوان من حبوب اللقاح Pollen

و لهذه الاشجار حبوب لقاح
قيل كثيرة
بداية الربيع
اشجار البندق , جار الماء Alnus
الحور Populus
الدردار Ulmus, الصفصاف Salix
في الربيع
اشجار البتولا Betula, البلوط
الليلك Syringa, المران Fraxinus
النيرية = القربينوس Carpinus
الخَمان Sambucus, الزّان Fagus
الصنوبر , الزيزفزن Tilia
الدلب Platanus, الروبينيا

تحيتي
و مودتي و احترامي

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الأستاذ الباحث و المهندس : { ورقة }

أحسنت و أجدت و أصبت . بارك الله فيك . و بمداخلتك هذه إزداد الدرس وضوحا و بيانا و جمالا.

و بالنسبة لمكونات الزهرة أضيف ما يلي :

ـ { كأس } الزهرة يسمى بالفرنسية : Calice
و وريقاته تسمى { السبلات }، تعريب Sépales

ـ { تـويج } الزهرة يسمى بالفرنسية Corolle
و وريقاته تسمـى { بتلات } ، تعريب Pétales

ـ { السدأة } عضو الذكورة ، و يعلوه { المُتْـك } Anthère


ـ { الأخبية } تعرب إلى { كربلات } Carpelles

نفع الله بك و بعلمك .

و تقديري و تحياتي لكل الإخوة المهتمين و المتتبعين لهذا الجهد .
و تقبل الله من الجميع.

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

على هامش الدروس :

سر تفوق النحلة في تلقيح الأزهار
بقلم : المراكشي

" تختص الزهرة بإنتاج البذور في النباتات البذرية . و بواسطة هذه البذور يتكاثر النبات و ينتشر نوعه ".

يتم إنتاج البذور بعد تلقيح الأزهار من طرف الرياح أو الحيوان أو الحشرات .

و يتحقق التلقيح بوصول حبوب اللقاح pollens إلى مياسيم stigmates الأزهار المنتمية لنفس النوع و المهيئة للتلقيح pollennisation .

يكمن السر في تفوق نحل العسل على باقي الحشرات في تلقيح الأزهار ، في كون النحلة السارحة المشتغلة بجمع حبوب اللقاح لا تجمع خلال تجوالها سوى حبوب لقاح نوع واحد من النبات.

و متى جمعت النحلة على أرجلها الخلفية ما فيه الكفاية من حبوب اللقاح لنفس النوع الواحد من النباتات ، رجعت لبيتها لتُـفرغ حمولتها من الحبوب داخل العيون السداسية الشمعية ، ليُستعمل كغذاء ، ثم ترجع ثانية لزيارة نفس النوع أو نوع آخر من النباتات المزهرة ، لا تفارقه .

و بهذه الأمانة في أداء المهمة ، تقوم النحلة بإيصال أكبر عدد ممكن من حبوب اللقاح الذكرية ، إلى أكبر عدد متاح من المياسيم الأنثوية لنفس النوع ، و في أنسب وقت للإخصاب .

لذا أكدت الدراسات العلمية المختصة أن تلقيح الأزهار بنسبة 70 إلى 80 في المائة يتم بواسطة النحل و حده .
و يتم تلقيح نسبة 30 إلى 20 في المائة من الأزهار بواسطة الحشرات الأخرى ، و الحيوان و الرياح...الخ

و ذلكم ما سيأتي عرضه بتفصيل في الحلقة الثانية من الدرس الثاني ـ إن شاء الله ـ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المراكشي

بسم الله و الحمد لله
و الصلاة و السلام على رسول الله

و بالنسبة لمكونات الزهرة أضيف ما يلي :

ـ { كأس } الزهرة يسمى بالفرنسية : Calice
و وريقاته تسمى { السبلات }، تعريب Sépales

ـ { تـويج } الزهرة يسمى بالفرنسية Corolle
و وريقاته تسمـى { بتلات } ، تعريب Pétales

ـ { السدأة } عضو الذكورة ،
و يعلوه { المُتْـك } Anthère

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المراكشي

على هامش الدروس :
سر تفوق النحلة في تلقيح الأزهار
بقلم : المراكشي

" تختص الزهرة بإنتاج البذور في النباتات البذرية . و بواسطة هذه البذور يتكاثر النبات و ينتشر نوعه ".
يتم إنتاج البذور بعد تلقيح الأزهار من طرف الرياح أو الحيوان أو الحشرات .
و يتحقق التلقيح بوصول حبوب اللقاح pollens إلى مياسيم stigmates الأزهار المنتمية لنفس النوع و المهيئة للتلقيح pollennisation .

يكمن السر في تفوق نحل العسل على باقي الحشرات في تلقيح الأزهار ، في كون النحلة السارحة المشتغلة بجمع حبوب اللقاح لا تجمع خلال تجوالها سوى حبوب لقاح نوع واحد من النبات.
و بهذه الأمانة في أداء المهمة ، تقوم النحلة بإيصال أكبر عدد ممكن من حبوب اللقاح الذكرية ، إلى أكبر عدد متاح من المياسيم الأنثوية لنفس النوع ، و في أنسب وقت للإخصاب .

الصورة لزهرة التفاح
لعلها
توضح و تُبين الاضافة
الرائعة للاخ المراكشي الكريم
و املي ان لا انسى بعد هذا
الدرس التكوينات التشريحية
و سارجع اليه كمصدر
كلما احتاج الى معلومة علمية
في هذا المجال



صور نموذجية و تلخيصية
لمصطلحات مكونات الزهرة


1 البتلات Pétales
2 السبلات Sépales
3 المُتْـك Anthère
4 المياسيم Stigmates
5 المبيض Ovaire
6 الثمرة Fruit
7 الحبة , البذرة Graine



الحميضة الصغيرة Oxalis acetosella
acetosa تعني الحامض
acetosella تصغير للحامض
oxys تعني ايضا الحامض و قيل ايضا المالح
Oxalis ايضا تصغير لكلمة الحامض او المالح


الحُميضة الصغيرة Oxalis acetosella



تحيتي

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الأستاذ اللبيب: { ورقة }

إن التكوينات الأساسية ـ كما أسميتها ـ للزهرة ، و شكل الأوراق و الثمار ، هي أهم ما يعتمد و يعول عليه أثناء البحث في تصنيف نبات بري قصد تحديد فصيلته و جنسه ثم إسمه العلمي .

و هذه لعمري هواية علمية في غاية الروعة بالنسبة للمهتمين بالنبات مثلك .


و يعتمد نجاح هذه الهواية على التمكن من معرفة المفهوم الخاص و الإصطلاحي للمصطلحات الخاصة بالوصف المورفولوجي لأجزاء النبات أو تكويناته الأساسية ، و المعتمدة في الكتب المختصة بدراسة نباتات مناطق بعينها ، و هي الكتب المعروفة باسم Flores أو Flora ...
و هي كتب مؤلفة حديثا و باللغات الغربية أو الشرقية ، و لا أظن أن كتابا عربيا حديثا واحدا قد أُلِّـفَ في هذا الميدان !!!...
و إن وُجِــدَ فالمرجو التعريف به.

و هذا بحث أرجو أن يهتم به الأستاذ { ورقة } ، إن لم يسبق لك أن بحثت فيه .


و تقبل تحياتي.

مشكور ولك كل الشكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منعت نفسي كثيراً عن التعليق على الموضوع لكي لا أقطع نسلسل مشاركاته و لكن قيمة هذه المشاركات من استاذنا و اخونا ورقة تجبرني على المداخلة فشكراً لكم على ما تضعوه بين ايدينا من دروس عظيمة بجهد كبير من حضراتكم لتيسروا لنا معلومات مفيدة نافعة بإذن الله
جزاكم الله كل خير في الدنيا و الاخرة

بسمالله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

الدرس الثاني :

النحل و الإقتصـاد
بقلم الأستـاذ : جــاك لــوميــر Jacques LEMAIRE
ترجمة [ المراكشي ] :لحسن بنلفقيه

ـــــــــــ تقديم للمتـرجــم :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلاحظ القارىء العربي الكريم ، أن هذه الدراسة تخص الإقتصادالبلجيكي و نسبة تدخل النحل فيه.
إلا أن في تقديمهاللقارىء العربي ، تقديم طريقة علمية و عملية قابلة للتطبيق على اقتصاد كل بلد بلد ،و منها بلداننا العربية لتقييم دور النحل في اقتصادنا الفلاحي و الصناعي الفلاحي ،و معرفة نسبة هذا التدخل حتى ندرك أهمية تربية النحل في النهوض بالإقتصاد الوطني ،و ندرك قيمة الإعتناء بتربية هذه الحشرة التي هي بحق جند من جنود الله في خدمةعباده.
فباستيعاب مكونات هذه الطريقة من معطيات صحيحة و ضبطها ، يمكن للمهتمين تحديد نسبة ما تدره النحلة منعملة محلية و صعبة في كل بلد من بلداننا العربية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الحلقة الثانية ]:

تنتمي الحشرات الزائرة لأشجار فواكهنا لتجمع منها حبوب اللقاح و الرحيق ، إلى مجموعات كثيرة[1]. و يختلف عدد هذه الجوارس butineuses من مكان إلى مكان تبعا لما تمنحه كل منطقة من ظروف الحياة لأنواعها البرية من الحشرات . و تم اتفاق كل الباحثين على أن للنحل الدور الأساسي و المرتبة الأولى في تلقيح الأزهار.

يتضح من الأرقام التالية التي تقدم نسب جميع الجوارس الزائرة لأشجار الفواكه ، و التي تم الإعتماد فيها على ثلاث منظومات من المراقبة الدقيقة . منها المنجزة في ألمانيا بالنسبة للرقمين الأوليْـن ، و منها المنجزة في أنجلترا بالنسبة للرقم الثالث على التوالي:>>
النسب : .................................................. في الــمــانــيــا .......و.... في أنجلترا....
نسبة تلقيح الأزهار من طرف نحل العسل : ...... 73 ..... 88 .......و....... 76 .... في المائة
نسبة التلقيح من طرف النحل الإنفرادي و الطنان... 21 ... 5،5 .....و....... 10 .... في المائة
نسبة التلقيح من طرف الحشرات الأخرى [1] ...... 6 ..... 6،5 .... و ..... 14 .. في المائة

يرجع تفوق نحلة العسل إلى كونها ـ بالنسبة لظروفنا ـ الحشرة الوحيدة التي تظهر إبان إزهرار الفواكه.

و تبرز قدرتها الفائقة على التلقيح بجلاء ، من خلال العملية الحسابية البسيطة التالية :

·ـ في أبريل ـ مايو[2] ، يحتوي كل بيت نحل على حوالي 40000[ أربعين ألف] نحلة شغالة ، يخرج الربع منها ـ أي حوالي عشرة آلاف ـ نحلة لجمع الرحيق.

·ـ من المسلم به ، أن كل نحلة تزور في الدقيقة الواحدة معدل 10 [عشرة ] أزهار ، و هو رقم غير مبالغ فيه. و تقوم كل نحلة بـ 40 [ أربعين ] زيارة في اليوم ، و تستغرق كل زيارة مدة عشر دقائق.

·ـ تزور كل نحلة إذن 4000 [أربعة آلاف ] زهرة في اليوم .

·ـ و هذا يعني ما مجموعه بالنسبة لكل النحل السارح من بيت واحد : زيارة و تلقيح 40000000[ أربعين مليون ] زهرة في اليوم الواحد.

·ـ و لننظر الآن إلى هذه الهدية [3] التي تقدمها النحلة لأصحاب الأشجار :

يتنج الشجار البلجيكي سنويا حوالي 350000 طن من الفواكه المتنوعة. و تقدر قيمة الكيلو الواحد من 10 إلى 20 فرنكات. و هذا يعطينا قيمة إجمالية من 3،5 إلى 7 مليلرات من الفرنكات البلجيكية . و باعتبار أن النحل هو المسؤول على تلقيح ما بين 70 إلى 80 في المائة من الأزهار التي أعطت هذه الثمار ، فإن قيمة ما لقحه النحل يمثل ما بين 2،5 إلى 5 مليارات أي ما يعادل قيمة 4 طائرات .

·ـ هذا ، و لم أتحدث هنا سوى عن أشجار الفواكه ، و لم أذكر سوى مثال واحد ، و لكن هناك أعداد متعددة من النباتات الصناعية و غيرها التي تجري عليها نفس العمليات و نفس القياس .

[ يتـبـع ]

ــــــــــ
الهوامش للمترجم :
[1] : من الحشرات التي تزور الأزهار ، نذكر على سبيل لا الحصر : نحل العسل ، النحل الإنعزالي ـ أو الإنفرادي ـ abeilles solitaires، و الزنابير أو الدبابير guêpes، و النحل الطنان bourdons ، و الفراشات papillons ، و حشرات أخرى مختلفة و متنوعة.

[2] : أبريل ـ مايو هو وقت إزهرار أشجار الفواكه في بلجيكا و البلاد الأوروبية الباردة عامة ، أما بالنسبة للمغرب ، و هو البلد المعتدل مناخيا ، فإن ازهرار أشجار الفواكه يبدأ في شهريْ فبراير و مارس [ اللوز و المشمش و الخوخ و البرقوق و الحوامض... الخ] ، و ها نحن الآن في منتصف مايو ، و كل فواكه تلكم الأشجار معروضة في أسواقنا و الحمد لله.
و هذا يعني ضرورة العناية بطوائف النحل طيلة فصل الشتاء ، ليكثر عدد أفرادها إبان الإزهار المبكر ، و هذا ما يفسر ضرورة التغذية الشتوية لخلايا النحل من طرف النحالين المحترفين ، طيلة فصل الشتاء.

[3] : الفعل الثلاثي { نَـحَـلَ } معناه : أعطى ، وهب ، منح . و النحل نفسه هو هبة و منحة و عطية من الله لكافة خلقه .