رد: دروس في تربية النحل
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
الدرس الثاني :
النحل و الإقتصـاد
بقلم الأستـاذ : جــاك لــوميــر Jacques LEMAIRE
ترجمة [ المراكشي ] : لحسن بنلفقيه .
ـــــــــــ تقديم للمتـرجــم : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلاحظ القارىء العربي الكريم ، أن هذه الدراسة تخص الإقتصاد البلجيكي و نسبة تدخل النحل فيه.
إلا أن في تقديمها للقارىء العربي ، تقديم طريقة علمية و عملية قابلة للتطبيق على اقتصاد كل بلد بلد ، و منها بلداننا العربية لتقييم دور النحل في اقتصادنا الفلاحي و الصناعي الفلاحي ، و معرفة نسبة هذا التدخل حتى ندرك أهمية تربية النحل في النهوض بالإقتصاد الوطني ، و ندرك قيمة الإعتناء بتربية هذه الحشرة التي هي بحق جند من جنود الله في خدمة عباده.
فباستيعاب مكونات هذه الطريقة من معطيات صحيحة و ضبطها ، يمكن للمهتمين تحديد نسبة ما تدره النحلة من عملة محلية و صعبة في كل بلد من بلداننا العربية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
قد لا تعني لفظة { النحالة } الشيء الكثير بالنسبة لكثير من الناس . إنها مما يمكن أن يقال عنها أنها عبارة " ميتة " ، كلمة يبقى مفهومها وقفا على المعاجم ، إذ هي كلمة قليلا ما تُسْمَع و سُـرْعانَ ما تُـنْـسَـى .
أما النحلة فعلى العكس من ذلك ، فهي جد معروفـة ، و لكن و بالتأكيد لا كمساعدة و خادمة مفيدة ، و لكن كعدوة لأن لها حمة تلسع بها .
و تحضى الدعسوقة الصغيرة [1] بالرعاية ، مع أن الكثيرين لا يهتمون لماذا تُُبْْـعَـدُ النحلـة .
أما العسل فيبقى ذلكم النبع اللذيذ للطاقة و مصدر فرحة لذى الكبار و الصغار.
النحالة ، النحل ، العسـل : كُــلّ ، و علم ، و فــن ، و عنصر فعـال في الميدان الإقتصادي .
و هذا ، سيداتي سادتي ، ما سأحاول أن أجعلكم تُـسَـلِّـمُـونَ به .
تقوم النحلة بدور طلائعي و فعال في الإقتصاد الفلاحي العام.
الكل يعرف فواكه أشجارنا، و لولا الحشرات ، و خاصة منها النحل ، لأصبح التفاح المعطر و الإجاص اللذيذ و غيرهما ، فواكه نادرة.
لكي تتكون الثمار ـ و منها الفواكه ـ لابد من امتزاج جد وثيق ـ أو تلقيح ـ بين الذكر و الأنثى بواسطة الخلايا الجنسية الخاصة بهما. و هذه قاعدة شبة عامة في عالم الأحياء. و الزهرة من هذا القبيل هي بالضبط مكان هذا الإمتزاج أو العرس الزهري .
فبالزهرة نجد المبيض ovaire تعلوه مدقة pistil ، و هو ما يكون عضو الأنوثة .
كما نجد في الزهرة أيضا الأسدية étamines ، و هي أعضاء الذكورة، التي تنتج غبارا أصفر [2]
تقوم النحلة في أغلب الأحيان بنقل حبوب اللقاح من " السدأة étamine " إلى قمة " المدقة pistil " ، و منها يصل محتوى الحبوب بعد الإنبات إلى " البويضات ovules " الموجودة داخل " المبيض ovaire " .
لا ثمار إذن في غياب هذا اللقاء المقدس في هذه الظاهرة الرائعة ، و لا ثمار بدون وصول حبوب اللقاح إلى المدقات ... و لا ثمار ـ أو ثمار جد قليلة ـ بدون النحلة و في غياب نشاطها المستمر كساعية بريد بين الأزهار .
ــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش للمترجم [ المراكشي]
[1] : الدعسوقة = La coccinelle ، حشرة صغيرة من فصيلة الدعسوقيات.
تعرف بالدارجة أو اللهجة المغربية باسم " حميرة بابا ربي "
تحضى الدعسوقة بالرعاية و تربى ، و تباع للفلاحين في أعداد متعددة ، و تطلق لتعيش في حرية تامة في الضيعات بين الأشجار و المزروعات لتتغذى ديدانها و أفرادها البالغة على الحشرات الطفيلية التي تلحق أضرارا جسيمة بالنباتات، و خاصة منها حشرة " الأرقة " أو les pucerons.
[2]: هذا الغبار مكون من " حبوب اللقاح pollens ، و له ألوان مختلفة. غالبا ما تكون صفراء ، و لكنها قد تكون حمراء أو بيضاء أو برتقالية اللون أو حتى سوداء.
يتراوح حجم حبة لقاح واحدة ما بين 2,5 ميكرون عند نبات { آذان الفأر = Myosotis } و هو من فصيلة الحمحميات Borraginacées ، و 200 ميكرون عند نبات { القرع = Courge } من فصيلة " القرعيات " أو " القثائيات " أو " اليقطينيات " و كلها أسماء لنفس الفصيلة Cucurbitacées .
و { الميكرون = micron } يساوي جزءً واحداً من ألف جزءٍ من الميليمتر .
و حبوب اللقاح هي ما يظهر بوضوح على شكل كويرات ملونة تحملها النحلة على أرجلها الخلفية عند عودتها إلى الخلية.أما النحلة التي ترجع إلى بيتها خاوية الأرجل فغالبا ما تكون حوصلتها مليئة بالرحيق أو الماء ، أو كانت في مهمة أخرى.
التعديل الأخير تم بواسطة المراكشي ; 09-05-2009 الساعة 08:52 PM.
|