بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
عملية ترحيل طوائف النحل بحضنتها و مخزونها من حبوب اللقاح و ما يكفي الطائفة من عسل لترميم بيتها الجديد و الإستقرار فيه ، عملية جد هامة ...
كانت كتب تربية النحل في القارة الغربية تولي أهمية بالغة لهذه التقنية في بداية القرن العشرين ، إبان انطلاق التقنية العصرية لتربية النحل في البوادي الغربية عامة ، و الأوروبية منها خاصة .
أما الآن ، فلا نكان نجد أثرا للحديث عن هذه التقنية في الكتب العربية المعاصرة التي تهتم بالخلايا العصرية من أول صفحة فيها و حتى آخر سطر في خاتمة الكتاب.
و لهذه العملية تقنيات متعددة تحتاج إلى عرضها بتفصيل ... منها السهلة ، و منها المعقدة ، و ذلك حسب الظروف و معطيات كل حالة ...
من أسهلها أن توضع الخلية التقليدية فوق الخلية العصرية المزودة بالإطارات ذات الأساسات الشمعية ، شريطة أن يضطر نحل الخلية التقليدية إلى المرور وسط الخلية العصرية ـ في ذهابه إلى الخارج و إيابه منه ، و كأن الخليتين خلية واحدة ... الطابق السفلي منها عصري ، و العلوي ـ إي العاسلة ـ تقليدي [1]....
و مع مرور الأيام ، تمتليء العاسلة التقليدية بالعسل ، فتضطر الطائفة و ملكتها لتمطيط الأساسات الشمعية بالصندوق العصري ، و تنتقل إليها الملكة لوضع البيض ، عندها يقوم النحال بطرد النحل من الخلية التقليدية بكثرة تدخينها من ثقب يحدثه خلفها ، مع النقر المستمر المتتابع عليها بواسطة عصا أو بالعتلة [2] ليرغم النحل إلى مغاردة الخلية التقليدية و الهبوط إلى الصندوق العصري ، بعدها ترفع الحلية التقليدية و يؤخد ما بها من شهد العسل.
و قد توضع الخلية التقليدية وراء الصندوق العصري ، و يُستحدث بينهما ممرا بأنبوب بلاستيكي ، يسمح لمرور النحل من الخلية التقليدية إلى الخلية العصرية ، عبر ثقب في ظهر هذه الأخيرة ، ليستعمل نحل التقليدية باب الخلية العصرية في الدخول و الخروج ، كما في التقنية المذكورة أعلاه ...
هذا عن بعض التقنيات السهلة ...
و سيأتي الكلام عن التقنيات الصعبة بتفصيل ....
أما عن الوقت المناسب ، فمن المنطقي و من البديهي أن تجرى العملية في وقت تتوفر فيه جميع الظروف المشجعة على تطور الطائفة على أحسن ما يمكن لكي تملأ الخلية التقليدية عسلا في أسرع ما يمكن ، و تنتقل إلى السكن في العصرية ـ نتيجة الزحام الشديد داخل التقليدية و عدم إمكانية بناء الشهد داخلها ـ لتبدأ الطائفة مضطرة ً بناء الأساسات الشمعية في الصندوق العصري و تضطر الملكة إلى الإنتقال إليها لوضع البيض في العيون السداسية الجديدة البناء على الأساسات الشمعية في الخلية العصرية...
و أفضل وقت هو موسم الفيض بدون شك ...
و إلى الكلام على تقنية أخرى إن شاء الله.
ــــــــ
[1] : يكفي مثلا أن توضع الخلية التقليدية في فراغ مستحدث بعد إزالة إطارين خشبيين ، ثم يوضع غطاء بلاستيكي فوق الخلية التقليدية و فوق إطارات الصندوق العصري ، و يوضع فوق الغطاء أثقال لتثبيته مع عدم السماح للنحل من الخروج من تحته ، فيضطر نحل التقليدية إلى المرور بين إطارات العصرية قبل أن يتجه نحو باب الصندوق العصري للخروج.
[2] : المقصود من هذا النقر المستمر أو الطقطقة سرعة خروج النحل هاربا من الخلية التقليدية في اتجاه العصرية ، و هو ما يسمى بالفرنسية tapotement .