تربية النحل في طرطوس.. عسل من غير شهده..

تربية النحل في طرطوس.. عسل من غير شهده.

المصدر : بلدنا

20/05/2009

لم يسلم العسل من أدوية مهرّبة تحمل -كالعادة- آثاراً جانبية، بينما أُلغيت قروض المصرف الزراعي المقدمة لمربي النحل، ولم يتمّ بيع طرود نحل هذا العام من قبل شعبة النحل والحرير في مديرية الزراعة..


مشاكلُ تربية النحل في محافظة طرطوس مازالت تنتظر الحلول.
الأسباب كثيرة والحلول قليلة..
بعد مرور سنتين، وصل فيهما موت خلايا النحل في محافظة طرطوس إلى 30-40 % نتيجة الظروف الجوية لاسيما الجفاف ومرور شتاء قارس، شهد الحال اليوم تحسناً، ووصلت النسبة إلى 10 %..
ولكن لتربية النحل مشاكلُها التي لاتزال تقف على حالها في المحافظة، متداولة بين المربين وانتهينا، بينما الحلُّ يبقى في دائرة الزراعة، التي لم تستطع التنسيق بالحدّ الأدنى.. فمن سيوفّر المراعي عند الشكوى من قلة المراعي؟، ومن سيمدُّ يد العون عند انتشار الأمراض؟. غيابُ التنسيق يبدو واضحاً في شكاوى المربين من استخدام المبيدات للأعشاب ووجود الأغنام في محافظة طرطوس. أما عدم توافر الأدوية المناسبة في الأسواق، فله الانتظار على أبواب وزارة الزراعة..
وعن مشاكل تربية النحل، قال عاصي (مربي نحل): «زادت نسبة تربية النحل في المحافظة نتيجة الوعي بقيمته الغذائية وكذلك مردوده الربحي. ولكن لهذا العمل مشاكله، فرشُّ المبيدات الزراعية يؤدي إلى موت الأزهار، وبالتالي إلى موت النحل. وأحياناً يكون المربي غائباً عن منحلته ليومين مثلاً، وبالتالي يعود ويجد الطامة الكبرى، ولا أحد يلزم الفلاح بعدم الرشّ على الرغم من قدرة مديرية الزراعة على التنسيق مع دوائرها المختلفة. لذا عادة تلعب هنا العلاقات الشخصية دورها».
وأضاف عاصي: «كذلك لدينا مشكلة أمراض النحل المنتشرة، ولاسيما مرض الإقراض الذي لا تجدي الأدوية الموجودة في السوق، في الكثير من الأحيان، معه نفعاً. لذا نعتمد على الأدوية المهربة دون حسيب أو رقيب، والتي تحمل آثاراً سلبية». وعن دور شعبة النحل والحرير بالنسبة للتربية والمربين، قال: «الاتصال عن طريق الندوات فقط، بالإضافة إلى كشوف قليلة على مدار السنة، علماً أنهم لم يقدّموا لنا هذا العام طرود نحل دون توضيح الأسباب!».وهنا يأتي ذكر التكلفة المرتفعة لتربية النحل، سواء من الأقفاص الخشبية أم الشمع والأدوية، ولاسيما بعد ارتفاع أسعارها جميعاً. ولكن في المقابل، ألغى المصرف الزراعي قروضه لتربية النحل، وبالتالي نقطة الانطلاق لن تكون بالسهولة التي يتمنَّاها البعض فعزف عنها.

التسويق.. دون رقيب أو حسيب
مع غياب الدعم والمراقبة القليلة لسير العمل، يشكّل التسويق الحلقة الثالثة من تربية النحل. ولكن الحلقة المفرغة تبدأ وتنتهي عند المربي، فالتسويق أيضاً مسؤولية المربي، حيث يُباع العسل بالطريقة الخاصة. وهنا أكَّد مربي النحل عاصي أنَّ أسعار العسل في طرطوس مقبولة ومربحة، ويصل سعر الكيلو إلى 1000 ليرة. ولكن وجود العسل المستورد المعلب في السوبر ماركت بحدود 400 ليرة فقط ينافس المنتجات البلدية.
ولكن ماذا إذا كان العسل مغشوشاً. سؤال يجيب عنه عاصي نفسه: «يمكن غشُّ العسل بتغذية النحل بالسكر. ولكن لا أحد يراقب التسويق، لأنه شخصي. لذا المربي هو المراقب، والأمر يعتمد على ضميره».
شعبة النحل في مشاريعها..
النتيجة غياب الدعم، وتقطير المراقبة، والتسويق وحيد الاتجاه، بالإضافة إلى مشاكل تربية النحل عامة؛ من قلة المراعي والأمراض، وكذلك الرعي الجائر، ورش المبيدات الزراعية.
المهندس نزار غانم (رئيس شعبة النحل والحرير في مديرية زراعة طرطوس) لم ينف مشاكل تربية النحل في محافظة طرطوس، حيث أكد بدوره على تكلفة التربية نتيجة ارتفاع أسعار مواده والأدوية؛ مشيراً إلى أنهم طالبوا المصرف الزراعي بإعادة قروض تربية النحل، لأنَّ غيابها أدَّى إلى تراجع عدد المربين في المحافظة.
أما عن تقطير المراقبة، فأجاب المهندس نزار غانم: «نقوم بدعم فني من خلال مهندسينا في الوحدات الإرشادية، عن طريق بعض المعلومات الفنية فقط، بالإضافة إلى الدورات والندوات للفنيين ومربي النحل، إلى جانب وجود مخبر تحليل أمراض النحل الذي يحلل العينات مجاناً، علماً أنه لدينا تقارير دورية عن واقع تربية النحل في المحافظة، ولكن ليس اختصاصنا في الشعبة مراقبة العسل».
وبالنسبة للتسويق، قال رئيس شعبة النحل: «مراقبة العسل تتمّ من التموين بالنسبة للمحال التجارية فقط، علماً أنَّ التسويق في معظمه شخصي ومباشر للمستهلك، ولكن المشاريع تبيع منتجاتها للإدارة الإنتاجية. أما سعر كيلو العسل فيتراوح بين 800-1000 ليرة، وهو مقبول بالنسبة للمحافظات الأخرى، حيث يصل سعر الكيلو إلى 3 آلاف ليرة».

عدم جدوى الأدوية
المهندس نزار غانم وافق المربي عاصي في مشكلة عدم جدوى الأدوية المحلية بالنسبة لمرض الإقراض المنتشر في المحافظة عامة. وهنا بيَّن أنه خلال مراسلاته الوزارة أكد أهمية توافر أدوية مستوردة فعالة، وإجابة الوزارة كانت: المناقصة جاهزة في الوزارة، ولكن لم يتقدَّم لها أحد.
ويشير المهندس نزار إلى أمر مهم جداً، وهو أنَّ بعض المربين يستخدمون الدواء بجرعات زائدة دون الالتزام بالتعليمات، ظناً منهم أنَّ الدواء سيؤتي مفعوله بذلك، ولكن النتيجة تكون عكسية وتؤدي عادة إلى تلوث العسل، الذي عادة ما يشتريه الناس لفوائده الطبية.
وفي النهاية، ذكر رئيس شعبة النحل صعوبات تربية النحل التي ذكرها المربون، وهي: الرعي الجائر، ورش المبيدات الزراعية. ولدى السؤال عن غياب التنسيق مع الدوائر المسؤولة عن المشكلتين لأنهما في نفس المديرية، أجاب غانم: الأمر ليس مرتبطاً بالمديرية.

38000 خلية
في محافظة طرطوس 38000 خلية حديثة و2400 قديمة، بالإضافة إلى وجود 5 مراكز حكومية لتربية النحل، وهي المحافظة الأولى بعدد المراكز. مجموع إنتاج المحافظة من العسل يصل إلى 304 أطنان.
معظم المناحل في المحافظة تنتشر كتربية منزلية على هامش العمل الزراعي، وبوجود بعض المناحل ذات الجدوى الربحية بتوافر 50-100 خلية يزداد الإنتاج.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبود الربيعي

تربية النحل في طرطوس.. عسل من غير شهده.

المصدر : بلدنا

20/05/2009

لم يسلم العسل من أدوية مهرّبة تحمل -كالعادة- آثاراً جانبية، بينما أُلغيت قروض المصرف الزراعي المقدمة لمربي النحل، ولم يتمّ بيع طرود نحل هذا العام من قبل شعبة النحل والحرير في مديرية الزراعة..


مشاكلُ تربية النحل في محافظة طرطوس مازالت تنتظر الحلول.
الأسباب كثيرة والحلول قليلة..
بعد مرور سنتين، وصل فيهما موت خلايا النحل في محافظة طرطوس إلى 30-40 % نتيجة الظروف الجوية لاسيما الجفاف ومرور شتاء قارس، شهد الحال اليوم تحسناً، ووصلت النسبة إلى 10 %..
ولكن لتربية النحل مشاكلُها التي لاتزال تقف على حالها في المحافظة، متداولة بين المربين وانتهينا، بينما الحلُّ يبقى في دائرة الزراعة، التي لم تستطع التنسيق بالحدّ الأدنى.. فمن سيوفّر المراعي عند الشكوى من قلة المراعي؟، ومن سيمدُّ يد العون عند انتشار الأمراض؟. غيابُ التنسيق يبدو واضحاً في شكاوى المربين من استخدام المبيدات للأعشاب ووجود الأغنام في محافظة طرطوس. أما عدم توافر الأدوية المناسبة في الأسواق، فله الانتظار على أبواب وزارة الزراعة..
وعن مشاكل تربية النحل، قال عاصي (مربي نحل): «زادت نسبة تربية النحل في المحافظة نتيجة الوعي بقيمته الغذائية وكذلك مردوده الربحي. ولكن لهذا العمل مشاكله، فرشُّ المبيدات الزراعية يؤدي إلى موت الأزهار، وبالتالي إلى موت النحل. وأحياناً يكون المربي غائباً عن منحلته ليومين مثلاً، وبالتالي يعود ويجد الطامة الكبرى، ولا أحد يلزم الفلاح بعدم الرشّ على الرغم من قدرة مديرية الزراعة على التنسيق مع دوائرها المختلفة. لذا عادة تلعب هنا العلاقات الشخصية دورها».
وأضاف عاصي: «كذلك لدينا مشكلة أمراض النحل المنتشرة، ولاسيما مرض الإقراض الذي لا تجدي الأدوية الموجودة في السوق، في الكثير من الأحيان، معه نفعاً. لذا نعتمد على الأدوية المهربة دون حسيب أو رقيب، والتي تحمل آثاراً سلبية». وعن دور شعبة النحل والحرير بالنسبة للتربية والمربين، قال: «الاتصال عن طريق الندوات فقط، بالإضافة إلى كشوف قليلة على مدار السنة، علماً أنهم لم يقدّموا لنا هذا العام طرود نحل دون توضيح الأسباب!».وهنا يأتي ذكر التكلفة المرتفعة لتربية النحل، سواء من الأقفاص الخشبية أم الشمع والأدوية، ولاسيما بعد ارتفاع أسعارها جميعاً. ولكن في المقابل، ألغى المصرف الزراعي قروضه لتربية النحل، وبالتالي نقطة الانطلاق لن تكون بالسهولة التي يتمنَّاها البعض فعزف عنها.

التسويق.. دون رقيب أو حسيب
مع غياب الدعم والمراقبة القليلة لسير العمل، يشكّل التسويق الحلقة الثالثة من تربية النحل. ولكن الحلقة المفرغة تبدأ وتنتهي عند المربي، فالتسويق أيضاً مسؤولية المربي، حيث يُباع العسل بالطريقة الخاصة. وهنا أكَّد مربي النحل عاصي أنَّ أسعار العسل في طرطوس مقبولة ومربحة، ويصل سعر الكيلو إلى 1000 ليرة. ولكن وجود العسل المستورد المعلب في السوبر ماركت بحدود 400 ليرة فقط ينافس المنتجات البلدية.
ولكن ماذا إذا كان العسل مغشوشاً. سؤال يجيب عنه عاصي نفسه: «يمكن غشُّ العسل بتغذية النحل بالسكر. ولكن لا أحد يراقب التسويق، لأنه شخصي. لذا المربي هو المراقب، والأمر يعتمد على ضميره».
شعبة النحل في مشاريعها..
النتيجة غياب الدعم، وتقطير المراقبة، والتسويق وحيد الاتجاه، بالإضافة إلى مشاكل تربية النحل عامة؛ من قلة المراعي والأمراض، وكذلك الرعي الجائر، ورش المبيدات الزراعية.
المهندس نزار غانم (رئيس شعبة النحل والحرير في مديرية زراعة طرطوس) لم ينف مشاكل تربية النحل في محافظة طرطوس، حيث أكد بدوره على تكلفة التربية نتيجة ارتفاع أسعار مواده والأدوية؛ مشيراً إلى أنهم طالبوا المصرف الزراعي بإعادة قروض تربية النحل، لأنَّ غيابها أدَّى إلى تراجع عدد المربين في المحافظة.
أما عن تقطير المراقبة، فأجاب المهندس نزار غانم: «نقوم بدعم فني من خلال مهندسينا في الوحدات الإرشادية، عن طريق بعض المعلومات الفنية فقط، بالإضافة إلى الدورات والندوات للفنيين ومربي النحل، إلى جانب وجود مخبر تحليل أمراض النحل الذي يحلل العينات مجاناً، علماً أنه لدينا تقارير دورية عن واقع تربية النحل في المحافظة، ولكن ليس اختصاصنا في الشعبة مراقبة العسل».
وبالنسبة للتسويق، قال رئيس شعبة النحل: «مراقبة العسل تتمّ من التموين بالنسبة للمحال التجارية فقط، علماً أنَّ التسويق في معظمه شخصي ومباشر للمستهلك، ولكن المشاريع تبيع منتجاتها للإدارة الإنتاجية. أما سعر كيلو العسل فيتراوح بين 800-1000 ليرة، وهو مقبول بالنسبة للمحافظات الأخرى، حيث يصل سعر الكيلو إلى 3 آلاف ليرة».

عدم جدوى الأدوية
المهندس نزار غانم وافق المربي عاصي في مشكلة عدم جدوى الأدوية المحلية بالنسبة لمرض الإقراض المنتشر في المحافظة عامة. وهنا بيَّن أنه خلال مراسلاته الوزارة أكد أهمية توافر أدوية مستوردة فعالة، وإجابة الوزارة كانت: المناقصة جاهزة في الوزارة، ولكن لم يتقدَّم لها أحد.
ويشير المهندس نزار إلى أمر مهم جداً، وهو أنَّ بعض المربين يستخدمون الدواء بجرعات زائدة دون الالتزام بالتعليمات، ظناً منهم أنَّ الدواء سيؤتي مفعوله بذلك، ولكن النتيجة تكون عكسية وتؤدي عادة إلى تلوث العسل، الذي عادة ما يشتريه الناس لفوائده الطبية.
وفي النهاية، ذكر رئيس شعبة النحل صعوبات تربية النحل التي ذكرها المربون، وهي: الرعي الجائر، ورش المبيدات الزراعية. ولدى السؤال عن غياب التنسيق مع الدوائر المسؤولة عن المشكلتين لأنهما في نفس المديرية، أجاب غانم: الأمر ليس مرتبطاً بالمديرية.

38000 خلية
في محافظة طرطوس 38000 خلية حديثة و2400 قديمة، بالإضافة إلى وجود 5 مراكز حكومية لتربية النحل، وهي المحافظة الأولى بعدد المراكز. مجموع إنتاج المحافظة من العسل يصل إلى 304 أطنان.
معظم المناحل في المحافظة تنتشر كتربية منزلية على هامش العمل الزراعي، وبوجود بعض المناحل ذات الجدوى الربحية بتوافر 50-100 خلية يزداد الإنتاج.

الأخ عبود يرجى ذكر الرابط و مصدر المقال

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بن النية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكراً لك أخي
كمال بن النيــــــــه
لك مني أجمل تحيه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوفراس

الأخ عبود يرجى ذكر الرابط و مصدر المقال

أهلاً بك أستاذنا الغالي أبو فراس
بالنسبه الى مصدر المقال فأني قد ذكرته
أسفل العنوان ( المصدر :بلدنا ) أي موقع بلدنا
أون لاين وهو موقع سوري وإليك الرابط
www.baladnaonline.net/ar/index.php?option=com_*******&task=view&id=28649&It emid=55

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوفراس

الأخ عبود يرجى ذكر الرابط و مصدر المقال

أهلاً بك أستاذنا الغالي أبو فراس
بالنسبه الى مصدر المقال فأني قد ذكرته
أسفل العنوان ( المصدر :بلدنا ) أي موقع بلدنا
أون لاين وهو موقع سوري وإليك الرابط
http://www.baladnaonline.net/ar/index.php?option=com_*******&task=view&id=28
مع خالص شكري وتقديري