فلسطين/ تربية النحل هل بدأت بالأندثار؟!

زراعة النحل هل بدأت بالاندثار؟!




شبكة اخباريات - إيهاب الشولي:
يعتبر نحل العسل من أهم الحشرات الاقتصادية التي عرفها الإنسان من قديم الزمان، إذ تعد تربيته رغم انها لا تحتاج إلى رأسمال كبير من الصناعات الزراعية التي تدر ربحاً وفيراً، وبالإضافة إلى فوائده الكبيرة في إنتاج العسل والغذاء الملكي وحبوب اللقاح وشمع النحل فان لنحل العسل دورا هاما في زيادة الإنتاج الزراعي بصورة غير مباشرة، وحول العوامل الخاصة لنجاح تربية نحل العسل تحدث عصام رواجبه قال لـ"اخباريات" بأنه في الفترة الأخيرة عن ظاهرة اختفاء النحل دون أن يعرف الأسباب رغم متابعته الدائمة وخبرته الجيدة في تربية النحل ومتابعته لأمراض الخلايا أولا بأول، وأكد هذه الظاهرة المهندس الزراعي زيد جوابرة الذي يمتلك "منحلا" كبيرا في جبال بلدته عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس بالضفة الغربية، والذي لفت إلى "أن ظاهرة اختفاء الخلايا اجتاحت العالم بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية ومروراً بأوروبا ثم آسيا ومناطق أخرى من العالم وذلك منذ أواسط العام 2006، وقد أثارت العالم لحدتها وسرعة انتشارها وعادت بالضرر على المزارعين وجمهور المستهلكين وليس فقط على النحالين، من دون أن تحدد بعد أسباب رئيسية واضحة للظاهرة إنما اقتراحات أسباب هي التغير المناخي والأداء في عمليات إدارة الخلايا من نقل الخلايا إلى استبدال الملكات والتأصيل واستعمال المبيدات سواء على النحل أو على المحاصيل الزراعية واضمحلال الغطاء النباتي والتلوث". ورأى "أن قسماً من هذه الأسباب يمكن معالجته عبر أنظمة إدارة المناحل للحد من انتشار هذه الظاهرة، لأنه كما يقول الفيلسوف أينشتاين "إذا فُقد النحل من على وجه الكرة الأرضية يبقى عندها 4 سنوات فقط أمام الإنسان للعيش". من جهته أكد المزارع يوسف صوالحه صاحب الخبرة الطويلة في هذه الزراعة أن النحلة الفلسطينية في مهب الضياع وأن القطاع في فلسطين يتدهور ويتراجع، فالفارواز استعصت على المبيدات، والتكلس ينتشر ببطء ومن دون رادع، والنيوزما ومرضى الحضنة الأوروبي والأميركي يفتكون بالمناحل أحياناً كثيرة، والمبيدات المستعملة داخل الخلايا ملوثة للعسل ومميتة للنحل أكثر الأحيان حتى ولو صنعت في أهم المختبرات العالمية. فأحياناً يخطئ المنتج ولا يأخذ في الاعتبار المناخ والبيئة الفلسطينية فيستعملها النحال الفلسطيني حسب الإرشادات المرفقة فيتفاجأ بخسارة 30 ـ 40 في المائة من قفرانه رغم أنهما منتجات معتمده أحيانا من قِبَل المختبرات الألمانية والفرنسية" وتحدث صوالحه أيضا عن تراجع التسويق محليا وعالميا وانه يواجه صعوبات في التسويق بسبب ما قال عنها إغراق السوق الفلسطينية بالعسل المستورد والذي يكون غالبا اقل جودة واقل سعرا كما أن أسعار الادويه المتعلقة بهذه الزراعة مرتفعة الثمن واقل جودة بسبب منع الاحتلال من إدخال بعض الادويه المهمة منذ بدء الانتفاضة عام 2000 وتحدث عن خسائر فادحة أدت لاختفاء العشرات من خلايا النحل في موجة الصقيع التي أصابت البلاد بداية العام الماضي دون أي تعويض ".وتطرق صوالحه إلى ما يعانيه النحال من رش المبيدات الزراعية دون مسؤولية، ما يؤثر على موت الخلايا وموت النحل وتلوث العسل وتراجع الإنتاج والغطاء النباتي في ظل التمدد العمراني ومشاكل الأمراض التي تصيب النحل.ويرى صوالحه صاحب الخبرة الطويلة أن من بين الحلول التي يمكن اعتمادها للحد من هذه الأزمة المكافحة المتكاملة للآفات (ipm)، لعلاج فعال من الأمراض والطفيليات، إنشاء خطة تعاضد بين تربية النحل وإنتاج الأعشاب البرية والمحاصيل. ومن أهم النباتات البرية التي يمكن إدخالها في هكذا تعاضد: الخطمي، القصعين، النفل الأبيض، الاقاقيا، العليق، النعناع، إكليل الجبل والزعتر. وقد أثبتت التجارب أن الزعتر هو النبات الأمثل، فهو عشبه عطرة ينتج زيوتاً طبية عالية الجودة ويقلل من تلوث المياه الجوفية الناجم عن الإفراط في تسميد النتروجين. كما يجب حماية الإنتاج المحلي من العسل عبر منع الاستيراد وتحديد السعر في السوق الفلسطينية والبحث عن أخرى في الخارج وتخصيص وحدات بحث مخبريه في الجامعات والدوائر الزراعيه لاكتشاف الإمراض ومعالجتها قبل الانتشار والتسبب في خسائر فادحه.